هي كثيرةٌ الرسائل التي أرسلها شعب الجنوب إلى المجتمع الدولي والتي عادة ما تحمل مناشدات عاجلة تطالب المجتمع الدولي بضرورة الوقوف إلى جانب الإرادة الشعبية في الجنوب من أجل استعادة الحق الجنوبي والمتمثل بالتحرير والاستقلال .
فعالية التسامح والتصالح الأخيرة اعتبرها الجنوبيون رسالة جديدة ومتجددة إلى المجتمع الدولي لعله ينظر إلى الواقع المأساوي والمعاناة التي يعاني منها الجنوبيون جراء استمرار وفرض الوحدة بالقوة إضافة إلى الحشود المليونية والاعتصامات والعصيان المدني والذي يعكس سلمية وحضارة الشعب الجنوبي على الرغم مما يحدث من أعمال قتل وبطش وممارسات يقدم عليها الجيش اليمني.
هذه الرسالة لاشك أن المجتمع الدولي قد قرأها ولكن قراءة عابرة ولم يحفظها في ذاكرته ، لأن الذاكرة عند المجتمع الدولي أضحت ممتلئة ولم تعد كافية لاستقبال رسائل جديدة من الجنوبيين طالما وأن هذه الرسائل تحمل نفس الخطاب والأسلوب القديم ولم يطرأ في فحواها أي جديد يغير من واقع المعاناة ، ولهذا فإن المجتمع الدولي لم يتجاهل ما يحدث في الجنوب بل يدرك جيداً حجم المعاناة والقتل والبطش والمسيرات المليونية ويتفهم مطالب الجنوبيين المشروعة والعادلة لكن في نفس الوقت فإن المجتمع الدولي لم يخاطب شعبا برمته بل إنه يتخاطب مع نخب سياسية وقيادة تمثل هذا الشعب وتقود ثورته وتمشي وفق خطة منظمة على أن تملك هذا القيادة خطاب سياسي يواكب العمل النضالي للشعب وتخرج برؤية وفكرة واحدة وليس رؤى وأفكار مختلفة .
اعتقد أن المجتمع الدولي إذا وجد قياده حقيقية فعلاً تعبر عن تطلعات الشعب وأهدافه حينها يقوم بالضغط على مفتاح مسح وحذف الرسائل السابقة من الذاكرة الممتلئة وإخلائها بهدف استقبال رسائل جديدة من الجنوبيين ، لكن ليس نفس الرسائل السابقة التي سئم منها المجتمع الدولي حتى إنها شكلت عبئا على الذاكرة وإنما رسائل تحمل تطمينات وتضمن له بناء دولة مدنية حديثة في الجنوب تكون قائمة على العدل والمساواة ويتعايش أبناءها في حب ووئام ورخاء على أن تنسج هذه الدولة أيضا وتبني علاقات وطيدة مع دول الجوار ودول العالم المختلفة ، هنا باعتقادي لن يتردد المجتمع الدولي وسوف يكون إلى جانب الجنوبيين ومساعدتهم في بناء دولتهم المنشودة في ظل انهيار منظومة الحكم في عاصمة خطف الأرواح .
مقالات أخرى