قدوم الجنوب المستقل مسألة وقت قطعا إننا واثقون أيها الأبطال الذين تصنعون ملاحم البطولة بتضحياتكم وحبكم لوطنكم ..واثقون انكم تحيكون بأيديكم راية الجنوب الآتي وتستهوون انبلاج فجر هذا اليوم الأغر الذي سيأتي حتما عاجلا غير آجلا.....ولكن وعرفانا لتضحياتكم وكل حبة عرق سالت من جباهكم السمر انبهكم إلى مسألة مهمة ومهمة جدا لاتقل أهمية عن تضحياتكم وصمودكم وعنفوانكم الذي به تنسج خيوط الجنوب الجديد....هذا الجنوب الاتحادي الذي ننشده جميعا والذي نراه قريبا جدا...تلك المسألة التي ستفرض نفسها على جنوبنا القادم والتي عانينا منها كثيرا في الاستقلال الأول وهي توثيق تاريخ نضال هذا الشعب المعطاء المكافح توثيق رجال المقاومة الذين يخوضون ملاحم البطولة والفداء نيابة عن شعب الجنوب البطل ...توثيق أسمائهم بكل الجبهات القتالية التي تكبد اليوم العدو خسائر فادحة في العتاد والأرواح بامكانياتها المتواضعة وبإيمانها اللا محدود بقضية الجنوب وشعبه توثيق أسمائكم أيها الأبطال ...حتى يكون لزاماً على الجنوب وشعبه وأرضه أن تضعكم تيجان على رؤوس كل ابناء الجنوب....توثيق حقيقي ولا مؤاربة فيه حتى لا يزوّر التاريخ ..توثيق أفراد الجبهات وقادتها وتوثيق الشهداء الأبطال .
وأماكن استشهادهم رغم يقيننا المطلق أن الشهداء جميعا شهداء نحتسبهم عند الرفيق الأعلى بادن الله . ورغم علمنا أن شعب الجنوب من أقصاه إلى أقصاه ناضل ولم يبخل سواء من حيث الصبر على اعتداءات الغزاة أو من حيث الدعم للمقاتلين .
لكن يجب أن يكون لنا في رسول الله أسوة حسنة ..فقد كان خير البشر عقب كل معركة يوزع الغنائم كلا حسب جهده فقد كان يعطي للخيال مالا يعطيه للمترجل وهكذا من سنن الحروب والغنائم....وحتى لا نأتي غدا في ظل دولة الجنوب القادم وقد سرق منا تاريخنا ونضالاتنا ...ولا عجب أن يطل علينا ممن كانوا في صف الغزاة والمهووسين بهم ويتربعون كراسي القيادات والمناصب......فحذروا حتى لايزوّر التاريخ على الجنوب مرتين في الستينات أيام المد القومي ومالحقه من يمننة الجنوب....وماعانينا ولازلنا منها .....ومابعدها عندما يمنُّ الله علينا بنصره.....فالمؤمن لايلدغ من جحر مرتين. ...عشتم وعاش الجنوب...
