نشرت ناشطة جنوبية على الواتس اب مقطعا صوتيا عذبا يعبر عن روح وطنية وحب وغيره تجاه عاصمتها الجنوبية عدن وذلك الصوت الجهوري الواضح مصدره امرأة ناشطة في المجال البيئي وهي تعبر عن مرارة الواقع الذي تعاني منه عدن منذ عقود في البسط على أراضيها خصوصا تلك المناطق التي يفترض أن لا تمس باعتبارها رئة ومتنفس عدن التي تمثل أي تغيير فيها اعتداء سافر على مخطط المدينة وجمالها وتاريخها.
الناشطة كانت تشير وتدعو للوقوف تجاه ما يحدث على منطقة المملاح من بسط هو امتداد لماض بعدن في العقود الماضية معتبرة أن لا فرق بين اتباع عفاش وما عاثوا من فساد ونهب وتدمير لعقارات عدن ومتنفساتها وما يقوم به كل من يدعو أنهم من المقاومة الجنوبية كل ذلك وفق قولها هو اعتداء على جمال المملاح والمتنفسات التي لم تجرؤ أي سلطات قبل عام 1994م من انتهاك عذرية تلك المناطق ذات الجمال الاخاذ التي هي في المحصلة جزء من تاريخ وتراث واقتصاد عدن فمنطقة المملاح التي شاء عفاش إلا أن تفرد جزء من املاك المؤسسة الاقتصادية التي لا تتبع إلا له وحده هي ما اثارت استفزاز الناشطة الجنوبية الحال الذي دعاها لإطلاق صرختها المفعمة بالشعور الوطني والاحساس الحضاري تجاه مدينة تتعرض للأطماع والأنواء من كل حدب وصوب ، فالبسط القائم عليها جعلها تذكر الجميع بأهمية الدفاع عن مثل هذه المواقع التي هي عنوان عدن ما يمثل طمسها تجني فاضح على جمال المدينة التي حرم سكانها من مزاياها المعهودة بحكم ما تكشفت من سلوكيات عابثة تجاه مدينة عريقة ترتبط بالبحر وعطائه منذ الازل.
وأحب التذكير هنا بالجهود الخارقة التي عمل عليها حماة البيئة والاثار في عدن وعملهم في أصعب الظروف ومحاولاتهم انقاذ ما يمكن انقاذه خصوصا في المناطق التي طالها الصرف العبثي غير المسؤول في الفترة السابقة كما هو الحال في المتنفس المحاذي لعدن مول رغم أن الوضع لا يخص منطقة دون اخرى اذ لم تسلم معظم شواطئ عدن من الصرف والاستقطاع وجعلها أعمال غير قانونية طالما وهي تضر بتخطيط المدينة العمراني وتأتي على جوانبها التراثية ومتنفساتها وممالحها الشهيرة الحال الذي يدعو الاخ محافظ عدن الاستاذ عيدروس الزبيدي للأخذ ببعض مثل هذه الاولويات رغم علمنا ان نطاق اولوياتها واسعة ومتشعبة الا ان فكرة الحفاظ على جوهرتنا الثمينة عدن تستدعي منه ذلك خصوصا وهناك صرف طال متنفسات لا غنى عنها ولا مجال للحديث عن اقامة اي انشطة كانت عليها علما ان جل تلك المواقع صرفت لمتنفذين من اتباع المخلوع.
الثابت ان محافظ عدن بمقدوره تخصيص دائرة متابعة لمثل هذه القضايا لأهميتها في حين يشكل البسط المستجد على كل المتنفسات والاراضي نمطا من السلوك العدواني تجاه عدن أيا كان مصدره ما يتطلب وقف مثل هذه الاعمال فورا حتى لا نجد انفسنا امام مدينة تم العبث التام بما لديها من مقدرات ثم هل هناك ما هو ابشع مما يجري من بسط على ممالح عدن التاريخية أليست رئة عدن وواحدا من ابرز مصادرها الاقتصادية والجمالية.
عدن بمحمياتها وممالحها وهوائها وشواطئها ظلت وما زالت في مرمى الاطماع التي لا حدود لها .. فهل من منقذ لها مما يجري؟.
مقالات أخرى