تتصارع القيادات السياسية وتتناحر فيما بينها للسيطرة على مفاصل الدولة للاستفادة من الثروات الموجودة في البلد وتسخيرها للمصالح الشخصية ولتقوية النفوذ وزيادة أرصدتهم البنوك وزيادة لأملاكهم وعقاراتهم في داخل البلد وخارجها كما وينخرط هؤلاء بالبزنس التجاري لتختلط أوراق السياسة بالتجارة ويدخل الدين أيضاً ليكون هو الضلع الأكبر والستار الحامي لثالوث الدين – السياسة – التجارة وقد أثبت التجارب الذي مرت بها البلدان أن لا تداخل بين السياسة والتجارة أو بين الدين والسياسة فكل منهم له طريق ومجال مختلف كل الإختلاف عن الآخر وإذا ما تداخلت الأضلاع الثلاثة دين – سياسة – تجارة كما حصل في مصر في عهد مبارك تداخلت التجارة في السياسة وفشلت الدولة وفي عهد مرسي دخل الدين على السياسة وفشلت الدولة أيضاً أما في اليمن في عهد صالح دخلت التجارة على السياسة وفشلت التجربة والآن يدخل الدين على السياسة ليكون مصير الدولة الفشل لا محالة وإذا لم يتم الفصل بين الثلاث القوى يسقط الوطن بعدها في هاوية المصالح الشخصية والبحث عن الذات والملذات .. ويتناسى هؤلاء بأن هناك شعباً يموت باليوم ألف مرة ويئن من تحت وطأة الفقر والمرض ... وبلد تملأه القذارة والقمامة وتطفح فيه المجاري ليل نهار .. وتنقطع عنه الكهرباء والمياه فلا يجدهما المواطن في منزله إلا لسويعات قليلة تكاد لا تذكر أمام ساعات اليوم الطويلة في المناطق الحارة مثل عدن !! ويحاول هؤلاء فرض سياسة الجهل والتجهيل للأجيال القادمة حتى لا يعي الشعب ما يحصل من حوله وحتى لا يعي كيف تسترد الشعوب حقوقها ... قيادات فاسدة ولا تختلف عنها قيادات المعارضة التي كان يرى الشعب فيها الخلاص من جبروت القيادات السياسة للدولة لأنهما أصبحا في نظر الشعب وجهين لعملة واحدة ... بل وأنهم صورة طبق الأصل من بعضهم فجميعهم سلطة ومعارضة يسعون لمصالحهم الشخصية وتعزيز النفوذ متناسين شعباً قتلته الحاجة للعيش الكريم والمواطنة المتساوية ونفوذ القانون بين أفراد المجتمع وما أشد حاجة الشعب للحياة الحرة الكريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى سام ..
في إحدى الطرقات شدتني لوحة إعلانية مكتوب عليها " أبتسم أنت في اليمن " كيف لنا أن نبتسم ونحن نرى القمامة تكدس في الشوارع بل وصل ارتفاع بعضها نحو (الرُكب)بضم الراء .. ونرى المجاري طافحة في كل شارع وزقاق في المدينة الحبيبة عدن ... بل ونشاهد شوارعاً مكسرة وكأنها تجاعيد الزمن حزناً على ما حل بهذه الأرض الطيبة عدن ... ناهيك عن إنك إذا دخلت تراجع أوراق أو متابعات في أحدى المرافق الحكومية ينقض عليك المرتشون ليسحبوك غصباً إلى دهاليز لعنة الرشوة مع سبق الإصرار والترصد وترى في الدوائر الحكومية أصول السرقة للمال العام من سيارات فارهة ، إلى صرفيات ونفقات يومية تكاد تغطي حاجة المواطنين الأساسية لشهور طوال .. من أين تأتي الإبتسامة !! ونحن نرى الأوضاع تسوء يوماً بعد يوم .. موظفون مغلوب على أمرهم تؤكل حقوقهم من مسئوليهم ... مسئولين يدعون الأمانة والشرف ويعملون بعكسها .. إنه قرب القيامة هكذا يقولون ! حين يتحدث السارق عن الأمانة والعاهرة عن الشرف تقترب القيامة ولكننا نقول قد تكون القيامة اقتربت ونحن في اليمن نتمنى ان تكون قيامة الشعب وهبته لرفض الفساد باتت قريبة فاحذروا أيها الطغاة من ثورة الجياع إذا قامت .. فمتى نلحظ ونلمس الأمانة والشرف من المسئولين .. متى نبتسم حين نمر بطرقات البلد ونراها نظيفة معبدة .. ونسمع ونرى أن العقاب طال الراشي والمرتشي في المرافق الخدمية والإنتاجية للدولة .. يا أبناء شعبي لقد ألهونا واشغلونا بكل تلك الهموم عن الحياة والوطن حتى لا نتابع فسادهم ونرصد خطاياهم دعونا نهتم بذلك ونترك الطغائن والمكايدات لبعضنا جانباً .. لنرسي ونوصل البلد لبر الأمان .. لأن وبالذات عدن لا تستحق كل ما يجرى عليها .. رجاءاً أرفضوا الفاسدين الذين نهبوا ثرواتنا وخيراتنا وجعلونا نئن تحت أقدام الليالي يعتصرنا الغلب والحزن والوجع على بلد أفقدوه مكانته وسلبوه حقه حسبنا الله ونعم الوكيل على كل فاسق .. فاسد ومفسد .. وعلى كل من يرضى أن يصبح هكذا حال عدن الحبيبة .. أعزائي إذا كانت اللوحة الإعلانية يكتب عليها (( أبتسم أنت في اليمن )) فنحن نقول لهم :-
(( حين يتحدث السارق عن الأمانة .. والعاهرة عن الشرف ..!! إبتسم فأنت في اليمن!! )) لأنهم وباختصار يدعون ما لا يفعلون وما لا يبطنون !! فمالكم وإدعاءاتهم !! حفظ الله البلد (( عدن الطيبة )) وحفظ أهلها وكل الشرفاء والطيبين المدافعين عنها دفاع الحق والرافضين لما يحصل لها !!
ولا تزال (( عدن العصية )) بانتظارالهبة الكبرى من أبنائها الأبطال لإخراجها من قعر الأوضاع الرديئة التي أوصلوها إليها ؟؟
مقالات أخرى