بدر عبده شيباني
عدن تهدم أثارها في ذكرى الاستقلال..

تتجلى عظمة عدن بأنها مدينة باسلة ومقاتلة في الدفاع عن أرثها، تستمده من أنها من شكل مهد ثورة سبتمبر واكتوبر بتوفير الظروف اللازمة لنضوج العوامل الذاتية والموضوعية التي ترتكز عليها أية ثورة وانتصارها.. بتأسيس تنظيمات القوى التي قادتها شمالا وجنوبا، وتسمو عاليا بأنها المدينة التي تجسدت فيها تعايشا لكل ديانات ، وحضارات الدنيا، فصنعت تلك المنارة الرائعة.. للثقافة والتنوير الى الحرية والحياة الانسانية لذلك يحاولون ان يهزموها بأن يهدم الهمج آثارها وأرثها الانساني الذي يستحيل أن نعيد بناؤها او نستشهد به لتاريخنا وهم يتقاطرون اليها متخلفين في فهمهم لتاريخها الذي لم يعبث به من سبقوهم اليها من مستعمريها الذين حافظوا عليها ومنعوا البناء حولها او يحجب الرؤية عنها مثلما يحدث لباب عدن، قلعة صيرة، مسجد العيدروس وجوهر، وصهاريج الطويلة ومعبد الفرس اسفل وأعلى الجبل واليوم هدم معبد سوق البز ومبنى اتحاد الفنانين وما حوله.. ومنارة مسجد سلامة (منارة عدن) وهدم ابنية ما قبل القرن 18 بكثير..

تلك عدن ظلت كالشمس تمد خيوط نورها لما حولها وفي كل إتجاهات الدنيا خارج حدود جغرافيتها تؤدي رسالتها التنويرية لمن أراد أن يكون منها ويستقي العلم فيها، وكان لها ذلك التاريخ الذي يمتد عميقا في قلب كل كتب الدنيا، التي تروي ميلاد التاريخ البحري، وفي كتب الرحالة من المستكشفين الأوائل عربا وعجما من ابن بطوطة إلى ديجاما، كما كانت عاصمة لبعض الممالك إلى مطامع الامبراطوريات العظيمة لاحتلالها من الرومانية العثمانية البرتغالية الفرنسية وهزيمتها تحت أسوارها، مهما أحدثت قذائف اساطيلها الحربية من تدميرها وأحراق لها، حتى جاءتها وهي منهكة الامبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس لتحتلها بعد معارك ضارية أمتدت من شهر ديسمبر 1838م، حتى 19 يناير 1839م بعد وصول تعزيزات لعدد ست سفن حربية لضرب المدينة من كل الاتجاهات.

قالوا (التاريخ معالم وآثار يحدد هويتنا وانتمائنا الوطني) وحرمت اليونسكو هدمها باعتبارها آرث انساني.

وللبحث عن تاريخ عدن الباسلة ومعالمها وآثارها التي تركتها تلك الممالك والحضارات التي استقرت فيها أو أتخذتها عاصمة لها، او تلك التي مرت منها، وشيدت فيها تلك الروائع من كنوزها التاريخية التي ذكرتها كل الكتب (التي لازلنا بعيدين جدا في كل أحاديثنا عن تشكيل ذلك الجمع الذي يوحد كل الجهود والحماسة المبعثرة وتظافرها نحو البحث عنها وتحديد مواقعها وحمايتها ودراسة ما تبقى منها قبل إندثارها نهائيا)، من قصور الملوك والسلاطين التي سكنوا فيها ومساجدها، حماماتها، اسواقها، بضائعها، صناعاتها إلى مدافع حصونها وقلاعها.

ونمتد إلى تاريخها السياسي الحديث الذي كتبه الحكام البريطانيين لعدن، ومن تلك التي سخر الاستاذ حامد جامع حياته في البحث عنها وإقتنائها لترجمتها للعربية بلغته الرصينة ونشرها في كتب وفي مجلات أدبية ومراكز الدراسات ليسهم مع غيره في تقديم مادة ترفع من مستو الوعي الاجتماعي لدى أجيال بلادنا، مما تعنيه عدن له ولهم ولكل العالم الآخر وتلك أهمها وغيرها اكثر كثيرا:

هدية الزمن في اخبار ملوك لحج وعدن – الامير احمد فضل القمندان، ملوك العرب/ المجلد الاول – المختارات – امين الريحاني، سلاطين عدن – جوردن واترفيلد – 1906م (فصول خالد محمد علي)، ملوك شبه الجزيرة العربية – جنرال هارولد اف جاكوب 1923 (احمد المضواحي)، عدن واليمن – كولونيل السير برنارد رايلي (حامد جامع)، مهمة في الجزيرة العربية – كولونيل ديفيد سمايلي (حامد جامع)، ظلال الكهرمان – السير كنيدي تريفاسكس (حامد جامع)، عدن – السير توم هيكن بوتم (لم يترجم)، منظر من استيمر بوينت – شارلس جونسون (لم يترجم)، الشرق الأوسط في ثورة – همفري تريفليان (حامد جامع)، رحلات في الجزيرة العربية – كريستان نيبور – 1762م (عرض – حامد جامع)، السنوات العشر الاخيرة لبريطانيا – جون وليم آل جور (فصول – حامد جامع/عبدالكريم الحنكي)، عدن والرحيل – جوليان باجت (فصول – حامد جامع)، اليمن – ائمة حكام وثورات – هارولد انجرامز -  (نجيب سعيد باوزير)، الرمال المتحركة – ديفيد ليدجر (د.منال سالم حلبوب)، تمرد عدن – المؤرخ جوناثان ووكر (احمد عبدالله فدعق)، أولى ايام الاحتلال البريطاني لعدن – جون ستودي لي (فصول – وليد عبدالحميد النود، صيرة ، باب عدن والمنارة – المؤرخ أ.عبدالله محيرز، معالم عدن التاريخية – احمد صالح رابضة.

مقالات أخرى

قناة عدن المستقلة، جبهة نضال في وجه العاصفة ..!

رائد علي شائف

"عدنان الأعجم.. صوت الجنوب الحر الذي لن يُسكت"

مريم بارحمة

كل التضامن مع الصحفي عدنان الاعجم

صالح علي الدويل باراس

مدح مبتذل لبطولات وهمية!

عادل حمران