يعد مستشفى "22 مايو"، الكائن في مديرية المنصورة بمحافظة عدن, من أهم المستشفيات الحكومية في المحافظة, كونه يقدم خدمات طبية متكاملة للمرضى لمختلف الفئات العمرية, إلا انه يعاني في هذه الايام شللا تاما بسبب الإضراب الكامل الذي نفذه الموظفون، والمتعاقدون, للمطالبة بصرف مرتبات المتعاقدين للشهرين الماضيين، ومستحقات الموظفين من علاوات سنوية وتسويات مالية مستحقة، حيث لم يجدوا أية استجابة من قبل الجهات المعنية لمطالبهم، في ظل غياب مدير المستشفى ونائبه منذ مدة، وتقديم المسؤول المالي استقالته في ظروف غامضة!!
عند ما تطأ قدماك بوابة المستشفى اول ما يصادفك هو شكوى العاملين, قبل ان يصل الى مسامعك انين المرضى, الذين قدموا بحثا عن العلاج في المستشفيات الاحدث في محافظة عدن، الذي يعد الاكثر تجهيزا حيث تم انفاق عدة مليارات لتجهيزه منذ خليجي 20، لكن صمت وتجاهل الجهات المختصة في قيادة محافظة عدن ووزارة الصحة للحال الذي وصل اليه، يضع اكثر من علامه استفهام عن وجود ايادي خفية تقف خلف عملية تدمير المستشفى، وهي الخطوة التي ستخدم المستشفيات الخاصة فقط، حد قول الموظفين.
عندما زارت صحيفة "الأمناء" المستشفى, وتلمست معاناة العاملون, وانين المرضى, شكا الموظفين من تجاهل الجهات المعنية التي لم تكلف نفسها عنا النزول الى المستشفى لتلمس اوضاع الموظفين, والاستماع لأنين واهات المرضى, الذي يقضون معظم اوقاتهم, بين الالم والاوجاع, إدارة مقفلة وكادر متخصص غائب, والمواطن هو من يدفع فاتورة "الثمن" جاء هذا الاضراب المفتوح بعد سلسلة من الاضرابات التي نفذها العاملون, لعل الجهات المعنية يهمها الأمر لاتخاذ الاجراءات الازمة, في حل مشكلتهم الا انه تجاهلت الامر وكأن شيء لم يكن.
إغلاق تام دون حلول !
شلل تام يعيشه مستشفى "22 مايو" في ظل وجود حالات مرضية عالقة بداخله, بانتظار وقوف ملائكة الرحمة الى جوارهم في صراعهم مع المرض، فيما الموظفون يبحثون هم الاخرون عن من يخفف عنهم ويستجيب لصوتهم.
وبحسب رئيس قسم العمليات د. توفيق الحمادي, أن هذا الوضع لم يأت مفاجئة فقد سبقه اقدام موظفي المستشفى على تنفيذ وقفات احتجاجية عدة مرات, للمطالبة بحقوقهم, من علاوات وتسويات وصرف رواتب ثلاثة اشهر لم تصرف, منذ سنتين ونحن صابرون داخل المستشفى على هذا الحال دون استجابة سوى من المحافظة او من الادارة.
واضاف "اذا نظرنا للحل فالحل بسيط وهو ضبط إيرادات المستشفى من مساهمة المجتمع حتى يتمكنوا من تسليم الموظفين رواتبهم حتى الاساسيين, ولكن لم توجد هناك ضوابط هذا وهذا ما فاقم المشكلة".
لماذا عجز المستشفى عن صرف مرتبات المتعاقدين؟
وقال فتاح ناصر: "جميع الاقسام في المستشفى مغلقه, والسبب عدم صرف رواتب الموظفين منذ ثلاثة اشهر وكذا العلاوات لم تصرف على الرغم من المتابعة المستمرة التي لم تجد استجابة, من الجهات المعنية,
واضاف" ناصر" هذه المشكلة ما هي الا جزء من معاناة الصحة في محافظة عدن, التي تزداد سو يوم بعد آخر جراء تهاون الجهات المعنية, نطالب الرئيس عبد ربة ووزير الصحة بإيجاد حل عاجل لمستشفى "22 مايو" خصوصا, والصحة بشكل عام في محافظة عدن.
المتعاقدون في مستشفي 22 مايو ليسوا بأحسن حال عن بقية الموظفين, فها هي شرارة نار التهمة الاخضر واليابس.
يقول المتعاقد نادر أنور: "منذ 14 سنة وانا اعمل متعاقد في هذا المستشفى, التابع لوزارة الصحة, بدون تثبيت وضيفي, وطالب نادر, عبر صحيفة " الامناء" الجهات المعنية بتثبيته حتى يضمن العيش الرغيد لأسرته, وتحسين ادا عمل المستشفى, المتمثل اولا بحل مشكلة الموظفين والمتعاقدين الذين يعتبر العمود الفقري الذي على اساسة ينهض المستشفى".
ويؤكد العاملون في المستشفى ان عدم قدرة المستشفى على تسديد رواتب المتعاقدين، بسبب ايقاف قيادة المحافظة للدعم الشهري الذي كانت تقدمه لصرف رواتب المتعاقدين، حيث يوجد في المستشفى اكثر من 100 متعاقد، بينهم 34 تم التعاقد معهم عقب احداث 2011م، وحاليا القي الثقل على المستشفى وهو ما ادى الى زيادة الامور سوء.
الحاجة (جوهرة) تنتظر إجراء خياطة منذ أكثر من شهر
منذ اكثر من شهر ما زالت الحجة جوهرة عمر ثابت 60 عاما، ترقد في مستشفى 22 مايو بانتظار اجراء عملية خياطة بسيطة حيث يتعذر الاطباء عن اجراء الخياطة من حينها.
تقول المريضة المسنة "سويت عملية والآن العملية بدأت تقيح ومحتاجة الى معاينة من قبل طبيب مختص, ولكن لا يوجد أي طبيب كلهم موقفون العمل, يطالبون بحقوقهم مع عدم استجابة الجهات المعنية لمطالبهم.
بمرارة تصارع الحاجة (جوهرة) المرض فيما فاقم اضراب الاطباء والعاملين معاناتها اضافة الى المكوث على سرير المرض, تضيف: اصارع الآلام المرض وما فيش حد يجيب لنا حتى ابرة، مطالبة وزير الصحة بحل مشكلة الموظفين في هذا لمستشفى, حتى يقدموا الخدمات الطبية للمرضى.
(جمال) يتردد منذ أسبوع لإجراء عملية لزوجته
يتردد جمال عمر سالم 50 عاما منذ اسبوع على المستشفى لاجراء عملية جراحية لزوجته لكن كل يوم ينصدم بنفس الرد: اضراب.
معاناة جمال لا تختلف عن معاناة بقية المرضى لكن الكلفة التي سيتحملها باهظة اذا ما لجأ لمستشفى خاص لإجراء العملية، يقول: انا عندي زوجتي مريضة وتحتاج الى عملية, وانا لي ثلاثة أيام وانا رايح واجي الى المستشفى دون فائدة تذكر, وهم موقفون العمل" يتساءل" أيعقل هذا الذي يحصل في مستشفى 22 مايو الذي يعتبر قدوة لباقي المستشفيات الحكومية بشكل عام؟.
وأضاف جمال "اجي كل يوم من الصباح واجلس حتى الظهيرة ولكن دون فائدة من وجودي, وتساءلنا عن السبب, يقال انه بسبب عدم صرف رواتب الموظفين, وهذا حق شرعي, ولكن ما ذنب الموطنين".