في هذه اليوم أود أن أقدم لك تحية حارة مني ومن شعب الجنوب من كل شبر ومدينة وقرية على تلك الأعمال البطولية التي سطرت من قبلك أنت ورفاق الدرب الأبطال في ساحة الشرف والتحدي في الدفاع عن الأرض والعرض, أن يوم استشهادك 16 نوفمبر 2020 وأنت تقاتل في الخندق الأول في وادي سلى جبهة أبين والذي سأل دمك ولامس رمال الطرية من أجل أن يروي شجرة الحرية. كنت واثق بأنهم لن ينالوا منك أبدا لأنك تعرف كيف تتحرك وكيف تنقض على الأعداء كا الاسد عندما يخرج من عرينه, عندما هاجموا المجموعة التي بجانبك رغم الهدنة قمت أنت وإحدى الجند في صد الهجوم الغادر, قاتلت بشراسة وكنت الجدار الفولاذي الصلب الذي أنقذ المجموعة ودمرت المعتدي كنت الشهيد الذي فضل الاستشهاد عن الشهادة الجامعية ولنا من حياة هذا الشبل القائد دروس نتعلمها لنا اليوم وللأجيال القادمة لأن الدفاع عن الوطن هو قمة الشرف والأخلاق لقد ترك كل الأحلام بأن يكون طبيب, وترك خطيبته ووالده وإخوانه وكل الأهل والأصدقاء من أجل حب واحد حب الله والوطن والحرية أن يكون هو سماد الأرض وروح الحرية لقد استعد شهيدنا الغالي للموت في درب الحرية والاستقلال لإنجاز حلم لكل الأجيال الجنوبية على مر التاريخ وحلم ضحى من أجله آلاف الشهداء والجرحى طوال هذه السنوات كان لي الشرف في الالتقاء به في مرات عدة في مليونيات لشعب الجنوب آخرها في المعلا وكان مصور لعدد من إللقئات في قناة أوكرانيا. ولاكن في إلقاء الأخير كان في الضالع, فقلت له بصراحة يا رشيد أنت إنسان موهوب وذكي لا نريد أن نخسر شاب مثلك, رد علي أنا أفضل الشهادة من أجل الجنوب أفضل من أي شهادة في أي مجال وأكد لي بانة قد سجل في جامعة عدن لمواصلة الدراسة ولاكن إذا شعرت بأن الجنوب محتاج لي فا أنني سوف أكون في مقدمة الصفوف، ابتسمت قليلاً محتار بما اسمع من طالب خريج ثانوية وجندي ثائر وغيور على الوطن، تأملت واحترت ما هذا الهم الكبير الذي يأخذه هذا الشاب في عقلة وأي مثقف أمامي وكيف وصل إلى هذه القناعة الجنوبية الأصيلة الذي ليس لديه أي هم غير استعادة الدولة، توقفت قليل وأنا أنظر إلى وجهه وجسده النحيل وهو يبتسم وينظر إلى وجهي رأيت في وجهه ملامح الشجاعة والثقة في النفس رأيت في وجهة وفي عيناه الثاقبتان ذلك الشبل من ذاك الأسد أنه ابن المناضل الشجاع قحطان الحريري ذلك الأب المثقف الذي غرس الثقافة وحب الوطن والتضحية في أولاده وتذكرت شقيقه الشهيد وضاح الحريري الإعلامي البارز يا لها من أسرة جنوبية تنحني لها الروس حباً وتقديرا وإجلال، , فعلا لقد شنت قوى الإرهاب وأذناب إيران وجيش الاحتلال الإخواني هجوم غير مسبوق على قواتنا الجنوبية البطلة في جبهة الطرية فكان شهيدنا حاضر نفذ ما وعد وكان له الشهادة كما رغب لقد سحق الأعداء وكان خير الجند وأخذ بدمه ولن يترك لنا ثار مثل هولا الأبطال من تنحني لهم القبعات ونقول للتاريخ يسجل مثل هذه الملحمة الخالدة التي سطرها الشهيد والمقاومة الجنوبية البطلة في ذكراك نكتب من أجل أن تتذكرك الأجيال في الأفراح والأحزان, كل الليالي وكل نهار تحت الشمس أو تحت ضوء القمر أو حينما تسقط قطرات المطر, أو نكون في أعماق البحار والمحيطات نعم سوف نتذكرك في أعيادنا وفي صلواتنا. نعم سوف نتذكرك طويلا يا من رحلة عنا وسكنت التراب وجنة الخلود الأبدية وبقية ساكن في صدورنا نعم لقد مت ولاكن كان موتك نصر صنعة نصر سوف تفتخر به كل الأجيال لأنك مت من أجل هدف عظيم وكبير لهذا أنت كبير لأن الناس التي تموت من أجل الأشياء الصغيرة تبقى صغيرة تحت الشمس من مثلك قليل قال تعالى (ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون) سوف أختم مقالي في أبيات من قصيدة الشهيد، كل قلب لك فيه مصحف فيه من ذكراك قرآن الخلود سور قد فصلت آياتها لم تزل تتلى على الدهر الابيد. إيها القائد هذى ميتة طالما رجيتها, منذو بعيد مصرع الأبطال ما بين الحديد في الميادين ورفات البنود هذه أعراسهم, صاخبة نقرة الدف بها قصف الرعود. نم قرير العين ولا نامت أعين الجبناء بقلم د. صالح الحريري