ارتجل إلى جوار ربه بعد عمر مديد الوالد الشيخ طاهرعبدالقوي السعيدي يوم أمس الأول في مسقط رأسه في منطقة رهوة فلاحة بمديرية سرار يافع محافظة أبين، بعد عمر ناهز (110) عاماً،حسب سجول ووثائق قديمة سجل بها أسمه حاضراً تبين إنه من مواليد 1912م ،عاش وترعرع في قريته فلاحة الواقعة اعلى المدرجات الزراعية جنوب مديرية سرار التي أخلص في حراثتها بعناية بحب وأخلاص ولهُ من الأبناء (10) خمسة ذكور وخمس أناث ومن الأحفاد (112) حفيد وحفيده وعاصر الجيل الخامس من ثريته وهذه حالة نادرة وتعدها منظمة الصحة العالمية لمن يعاصرون الجيل الخامس مصنفة في فئة المعمرين، تخرج وعمل أربعة من أبنائه وأحفاده في مجال الطب (أطباء) وكل أولاده الذكور خريجين جامعيين ، المهندس محمد طاهر بكلاريوس زراعة،والأستاذ أمين طاهر بكلاريوس تربية،ويسلم طاهر ماجستير علوم عسكرية روسيا ،وعبدالرحمن طاهر دكتور في الطب البشري جامعة حيدر أباد الهند.
غادرعام 1958م إلى البيضاء وحصل على بندقية نارية لينظم بعدها مع مجاميع السلطان الثائر محمد بن عيدروس العفيفي الذين تمركزوا في مكر حطاط بقيادة السلطان والمناضل أحمد درويش حسين ونفذوا عدد من، العمليات العسكرية ضد الوجود البريطاني في يافع الساحل ردت على ذلك بريطانيا بقصف سلاح الطيران الملكي بالقنابل لحطاط والقارة وقرى فلسان والفرع الأعلى وأمحربة والكيلة ومنصاء في عملية مستمرة من1958م حتى 1963م.
عمل لبعض الوقت في مشروع استصلاح قنوات أراضي دلتا أبين الذي نفذتها بريطانيا في منتصف الاربعينات بدرجة(كولي) عرف كمصلح اجتماعي وصاحب علاقات إنسانية واجتماعية واسعة في مناطق يافع الحيد والساحل وماجاورها محباً للخير وكريم النفس ظل بيته مفتوحاً لكل عابرسبيل كما هي عادات العرب الأصلاء الأقحاح،في السبعينات اتجه الأهالي في كل مناطق يافع إلى بناء المدارس لأ أولادهم بالعمل الطوعي والتبرعات النقدية وكان إن تم سقف أحد الفصول في مدرسة سرار فأنهار السقف بمن عليه،وكان الوالد طاهر أحد ضحايا تلك الواقعة وظل طوال حياته من تبعات الاصابات التي لحقت به في العمود والرقبة ورافقته طوال حياته رحمة الله عليه.
كانت أمنيته في الحياة إن تكتحل عيناه بتنفيذ طريق، باتيس- رصُد - معربان -لبعوس ،التي ستمر بجوار منزله وفي هذا يتذكر له أبنائه حين تم شق طريق فلاحة - سرار في السبعينات كانت مخلفات الشق قد أفقدته كل أراضي مدرجاته التي هي مصدرحياته الوحيد ولكنه كان راضياً قنوعاً محتسباً ذلك لوجه الله دون أن ينال شي سوى انظمامه عاملاً عضلياً في الطريق بأجرشهري زهيد جداً جداً تمثل في كيس دقيق وقنينتي زيت ( 5 ) لترات للواحدة كانت تقدمه الفاو لمشروع الطريق وجرى توظيف هذه المنحة لتغطية أجور العمال العضليين في المشروع، وما أن تجاوز المشروع قريته حتى عاد يبني مدرجاته وحيداً بجهده وعرقه دون الأعتماد أو المساعدة من أحد ،حين عاود الشق في مشروع، الحلم طريق باتيس- رصُد عام 2008م ،قدم نموذجاً ومثالاً إيجابياً للغاية ومثله أخرون من أبناء المنطقة التي مر فيها المشروع دون اعتراض يذكر وكان يقول لابنائه ولكل من تمر الطريق بأرضه : «هذا حلمنا الأكبر نحب الأرض صحيح لكنها تهون من أجل طريق الحلم لنا ولأولادنا وأحفادنا ومن يأتون بعدهم، سيعدونها كما عدناها من قبل فالأرض موعودة بالحياة والأنسان بالفناء» كانت هذه وصيته رغم حبه وإخلاصه وارتباطه الروحي بأرضه ولكن إيمانه وتقواه وحبه الخير والصلاح والمصالح العامة فوق كل أعتبار رحم الله الوالد الحكيم، الشيخ طاهرعبدالقوي العُبيدي السعيدي بألف رحمة ونور وجعل الله مثواه جنات النعيم وكل نفس ذائقة الموت،تعازينا القلبية لأ اولاده واحفاده وجميع أفراد عائلتهم الكريمة عظم الله أجركم واحسن الله عزاكم ورحم الله فقيدكم واسكنه فسيح جناته.