في خير أجناد الأرض
الأمناء نت /د. احمد عوض العلقمي

مذ عرفت نفسي ، وأنا ذلك المهموم ، المنشغل بقضايا أمته ، وعلى رأسها أم القضايا ، قضية المسلمين المركزية ، فلسطين العربية . غير أن ماصنع المفارقة لدي ، هو مقال لكاتب إسرائيلي في صحيفتهم هاأرتس ، أشار فيه إلى أن الشعب الفلسطيني ، قد أثبت تجذره في هذه الأرض ( فلسطين ) وتشبثه بكل ذرة رمل فيها ، إذ لم نستطع إزاحته عنها قيد أنملة ، مع أننا قد استخدمنا ضدهم القوة العسكرية المفرطة ، وكذلك الترغيب والترهيب ، سلكنا السياسة والكذب والوهم ، والحرب النفسية بكل أشكالها ضدهم ، لكننا مع ذلك كله لم نستطيع هزيمتهم ، أو فرض الاستسلام عليهم ، إنهم شعب لاينكسر ، ولايوجد في معجمه شيء من مفردات الاستسلام . بعد ذلك أضاف الكاتب الاسرائيلي ، يقول : إن الصهيونية قد كذبت علينا ، يوم قالت لنا : إن فلسطين هي أرض الميعاد ، وإن هيكل سليمان يقع تحت المسجد الأقصى ، إذ أثبتت الحفريات تحت المسجد الأقصى ، أنه لاوجود لهيكل سليمان ، وذلك بعد أن صرحت بذلك رئيسة بعثة الحفريات - بريطانية الجنسية - أن لاوجود لهيكل سليمان ، الأمر الذي دعا الصهاينة إلى طردها على الفور من فلسطين ، وتحريم تداول مقولتها ... كذلك اختتم الكاتب الاسرائيلي مقاله بالقول : إن اسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة ، لامستقبل لها في فلسطين ، وليس لنا إلا أن نعود من حيث أتينا .
   في هذه الأثناء - وأنا أقرأ مقال الكاتب الإسرائيلي - أدركت أنني في ليلة العاشر من رمضان ، فذهب بي الخيال إلى أرشيف الذاكرة ، رأيت  أنني أغوص في قناة السويس مع أبطال العبور ، كنت عالي المعنوية ، كبير الهمة ، أركض في صحراء سيناء بين أرتال خير الأجناد ، وبصري شاخص نحو مصلى ، سيد الخلق ، في قدس الأقداس  ، أزحف من أرض الكنانة باتجاه فلسطين العربية ، يرحب بنا - من الداخل- الكثير من شعب الجبارين ، من هنا وقفت شامخا ، أرفع تحية إجلال وإكبار للزعيم العربي العظيم ، جمال عبد الناصر ، قائلا له : لقد عجز الزمن بمعية الأعداء ، أن ينال من مكانتك في قلوب الشرفاء والأحرار ، أو أن يمسح شيئا من تمثالك الكبير الخالد في ذاكراتهم . كما أود أن أطمئنك إلى أن جيشك الذي تعبت كثيرا في إعداده لنزال العدو الصهيوني ، قد أنجز المهمة وانتصر للأمة ، إذ نفذ توجيهاتك ؛ لأنه كان مازال يعلم يقينا ، أنك تنتظر منهم ذلك الانتصار المزلزل - على عدو الأمة وعدو الإنسانية جمعاء - بصبر نافذ . غير أنه - ياسيدي القائد - كان الانتصار اليتيم ، في تاريخنا المعاصر ، ومع ذلك فإنني أقول لك ياسيدي القائد : نم قرير العين ، إن أمتك مازالت ولادة تنجب الأحرار ، رايتك مازالت مرفوعة عالية خفاقة ، لقد رفعها شعب الجبارين ، وإلى جانبه أبطال لبنان ، وأحرار سوريا الأسد ، وغيرهم كثير من أحرار أمتك على وشك الالتحاق بالركب ، فضلا عن أن عدوك ، قد بدأ يحزم أمتعته ، ويعد راحلته ، مغادرا الأرض المباركة إلى دون رجعة ، كما أردت واستشرفت ذلك ذات يوم ...

العاشر من رمضان 1443 للهجرة الموافق 11 ابريل 2022م

متعلقات
اقامة الدورة التدريبية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي وإدارة الحالة بعدن
بعنوان "كايزن 5S" .. مدير عام إدارة الجودة في وزارة الصحة يلقي محاضرة في مستشفى عبود العسكري
تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الخميس بالعاصمة عدن
اختتام دورة تدريبية حول المهارات الوظيفية وأخلاقيات العمل في جمعية العريش النسوية بعدن
منطقة العواكب بمديرية الحد بيافع تشهد مراسم (نسب) قبلي بين قبيلتي ال حمادي وال جوهر