وما النصر إلا صبر ساعة
الأمناء نت /الدكتور عوض أحمد العلقمي

لم أكن مهراق الدموع ، حتى إنني إذا مارأيت إنسانا يبكي لأمر ما ، تألمت خوفا وجزعا من أن أكون من القاسية قلوبهم . حججت واعتمرت لأكثر من مرة ، لكن دموعي استعصت وأبت أن تنزل من عرينها ، أسوة بكثير من الحجاج الذين تنسكب دموعهم - من خشوع - عند كثير من المشاعر المقدسة ، إلا أن مارأيته وأراه ، في هذه الليالي المباركة في أولى القبلتين وثالث الحرمين ، وثكنة المرابطين ، المسجد الأقصى المبارك في فلسطين العربية الإسلامية ، أمرا آخر ، إذ  لم يهرق دموع العين وحسب ، بل أدمى القلب قبل ذلك ومزق الأحشاء ، حين  رأيت شيخا مسنا - في المسجد المبارك - يدفعه أحد الصهاينة حتى يقع على ظهره ، وشاهدت المصلين كيف يكبلهم الصهاينة ، وهم واقفين يستقبلون القبلة ، ونظرت في الشاشة أيضا ، وإذا بالنساء العربيات المسلمات ، يتعرضن للضرب المبرح من الصهاينة الأنجاس ، غير أن هناك مشهدا آخر أضحكني ، ودموعي تنهمر على خدي كالشلال ، إنه الهلع والرعب الذي أصاب الصهاينة من تلك الأحجار التي يقذفها عليهم الشباب والشابات المرابطون في المسجد الأقصى المبارك ، وهم ينتشرون في صفوف وكل واحد منهم يمسك بيد الآخر يخطون خطوة إلى الأمام ثم مثليها إلى الخلف ، إنهم يشبهون نساء الأرياف حين يخرجن لقضاء الحاجة في الليالي المظلمة  ، حقا لقد كانت حجارة المرابطين  أشبه بحجارة من سجيل على الصهاينة ، الأمر الذي جعلني استذكر حادثة أصحاب الفيل ، والأعظم من ذلك إن بعضا من أولئك الشباب المرابطين يزحف إلى أن يصل إلى تلك الحجارة التي تتساقط على الصهاينة ، ثم يلتقطها - وهو مستلق على الأرض - ويقذفها إلى الخلف باتجاه زملائه ، لكي يقذفونها مرة أخرى على الصهاينة ، فلله دركم كم أنتم عظماء أيها الجبارون المرابطون في المسجد الأقصى المبارك . عند ذلك عمدت إلى التساؤل مع الذات ؛ ماقيمة الحياة من غير عزة وبلا كرامة ؟ مامعنى الحياة إذا فارقها الإباء أو رحل عنها الشموخ ؟ كم كنت محقا أيها الشاعر العربي العظيم ، كم كنت محقا يامتنبي إذ قلت :
وإذا لم يكن من الموت بدا ** فمن العار أن تموت جبانا
وكذلك إذ قلت :
وطعم الموت في أمر حقير ** كطعم الموت في أمر عظيم
   أيها المرابطون في الأرض المباركة ، يامن تتصدون لغطرسة الصهاينة بصدوركم العارية ، اعلموا أن ليس لكم إلا الله ، ثم قوة إيمانكم ، وصلابة عزمكم وإرادتكم ، وتكاتفكم واتحادكم ، والنصر - كما يقولون - صبر ساعة ، أما نحن فإياكم ثم إياكم أن تنتظروا منا نجدة أو مددا أو عونا ؛ لأن ثقافتنا قد خلت منها أو تكاد ، تلك المفاهيم والمصطلحات التي تعني العزة أو الكرامة أو الشموخ أو الإباء . اصبروا وصابروا ورابطوا أيها المرابطون الجبارون ، والنصر حليفكم بإذن الله ، وبحق شهر الجهاد والانتصارات ، هذا الشهر المبارك ...

متعلقات
اقامة الدورة التدريبية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي وإدارة الحالة بعدن
بعنوان "كايزن 5S" .. مدير عام إدارة الجودة في وزارة الصحة يلقي محاضرة في مستشفى عبود العسكري
تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الخميس بالعاصمة عدن
اختتام دورة تدريبية حول المهارات الوظيفية وأخلاقيات العمل في جمعية العريش النسوية بعدن
منطقة العواكب بمديرية الحد بيافع تشهد مراسم (نسب) قبلي بين قبيلتي ال حمادي وال جوهر