بالتزامن مع ذكرى تحرير العاصمة عدن من الحوثيين نظمت منظمة وفاق للسلام وحقوق الانسان مساء اليوم بالعاصمة عدن ندوة تحت عنوان " بعنوان 'المساجد في دائرة الاستهداف الحوثي منهجية إيرانية وفكر طائفي متوارث في العاصمة عدن "
وافتتحت الندوة بكلمة رئيس دائرة العلاقات الخارجية في منظمة وفاق ومسؤول ملف الشرق الأوسط الدكتور ردفان المفلحي ، الذي اكد على اهمية إنعقاد الندوة خاصة في الوقت الراهن مثمنا تفاعل المشاركين..مستعرضا للمشاركين محاور النقاش .
كما القى مستشار منظمة وفاق للسلام وحقوق الانسان القاضي عمرو العمراوي كلمة اكد فيها أن تنظيم هذة الندوة الحقوقية الهامة تأتي انطلاقا من أهداف منظمة وفاق للسلام وحقوق الانسان الداعمة لإرساء مبادئ السلام والإنسانية وتعزيز قيم ومبادئ التسامح في العالم ، وتأكيدا على أهمية احترام الدين والرموز الدينية والاعيان المدنية ودور العبادة..لافتا أن المجتمع اليمني أصبح بحاجة ماسة إلى مواجهة ظاهرة العنف والتعصب الطائفي الذي تروج له مليشيا الحوثي الايرانية في مناطق سيطرتها ونشرها ثقافة إيرانية طائفية دخيلة على مجتمعنا تقيد حرية ممارسة الشعائر الدينية وتضايق المصليين وتعطل الانشطة الدعوية الرمضانية..
بعد ذلك تم قراءة ورقة عمل الاولى من قبل القاضي عمرو محمد ثابت.. تحدث فيها حول التوصيف القانوني لجرائم الاعتداءات على المساجد ودور العبادة .
واكد ان ما تعرضت له مدينة عدن وغيرها من المدن الجنوبية الأخرى من انتهاكات واعتداءات أثناء اجتياح قوات الحوثيين للجنوب في صيف عام 2015م طالت الإنسان والأعيان المدنية والثقافية والتاريخية ودور العبادة .حيث ارتكبت بشكل ممنهج وتدميري لكل ما هو جميل في المحافظات الجنوبية . ولم تكن المساجد في منأى عن هذه الاعتداءات ، بل نالت نصيب منها على الرغم من قدسيتها، رغم تحريم الاعتداء عليها سواء في الشريعة الإسلامية أو القوانين الدولية وكذلك القوانين الوضعية.
وفي ورقة الدكتورة أديبه والتي جاءت بعنوان "اعتداءات الحوثيين على المساجد.. جرائم دخيلة وانتهاكات مستمرة"
والتي تضمنت الحديث عن الانتهاكات التي طالت المساجد من قبل مليشيا الحوثي.مشيرة إلى أن هذه الجماعة المتطرفة والمتمردة تحمل فكرا منحرفا وغريبا عن المجتمع اليمني وأخلاقه وأعرافه وعاداته وتقاليده، ومنها النظر بعين الإجلال والتقدير لبيوت الله تعالى باعتبار الشعب اليمني مجتمعا محافظاً يحترم الثوابت الدينية، ويجعل للمساجد حرمة وقداسة فلا يمكن النيل منها أو الاعتداء عليها مهما كانت الظروف والأحوال.
واكدت اديبه بان هجمات الحوثي على المساجد تنطلق من النهج الايراني الذي يعتبر المساجد هدفا للتدمير والقصف والتخريب والعمل على استخدامها كمخازن للسلاح أو أماكن للنزهة، وتناول القات واتخاذها مقايل للراحة والنوم، في انحراف واضح عن مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي يحث على احترام المساجد كونها بيوت الله، أنشئت لعبادته وطاعته والتقرب إليه خاصة في أيام وليالي الشهر المبارك، وهو الشهر الذي تتزايد فيه انتهاكات الحوثيين للمساجد كما حدث خلال الأيام الماضية في كثير من مساجد صنعاء وغيرها من المدن الخاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية..
وفي ورقة الدكتور غسان والتي أتت بعنوان ((منهجية المليشيات الحوثية في استهداف المساجد تدمير للحرية الدينية واعتداء على الحقوق المحمية)) أكد فيها.. أن فكرة حماية حقوق الإنسان والحفاظ على كرامته تنبع من قيمة الإنسان نفسه، ولقد ساد الاعتقاد بأن الحماية الفاعلة لحقوق الإنسان هي أحدى الشروط الأساسية لتحقيق السلم والأمن الدوليين، وخاصة تلك الحماية المفروضة للحقوق التي أطلق عليها (بالنواة الصلبة) والمرتبطة بالحرية الاساسية للإنسان وفي مقدمتها حرية العقيدة الدينية والفكرية وحماية دور العبادة لكل بني الإنسان دون تمييز، ولذلك فقد حرصت كل الديانات السماوية والقوانين الوضعية الدولية منها والوطنية على حماية الحرية الدينية وحماية دور العبادة واعتبرت جميعها أن الاعتداء على تلك الحرية الدينية واستهداف دور العبادة هي جرائم دولية تمس العالم بأسرة. مشيرا أن تلك الممارسات التي تمثل جرائم وانتهاكات والتي وما زالت ترتكبها الجماعة الحوثية مخالفة لكل ما جاء به الشرائع السماوية ومنها الدين السلام الحنيف الذي جسدت آياته حرية التعايش الديني والاعتدال والوسطية وصيانة حرمة المقدسات الدينية وذلك في قوله تعالى (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها أسمه، وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الأخرة عذاب عظيم)) سورة البقرة الآية"114"
وفي الكلمة التي قدمها وزير الأوقاف والإرشاد السابق القاضي الدكتور أحمد عطية أوضح.. أن إن الانتهاكات بحق الوضع والخطر التدميري الذي تتبناه إيران مؤكدا ان الوضع الاستثنائي الذي يمر به البلد نجد ان جماعة الحوثي الإرهابية قد عملت عملا لم يعهده اليمنيون في كل مراحل الصراع فهناك خطوط حمراء لا يتجاوزونها كالمرأة والطفل والمسجد والمدرسة خط أحمر .. وجاء الحوثي وداس على كل هذة الخطوط وانتهك كل الحرمات..مضيفا ان المساجد اخذت النصيب الاوفر لأنه يعتبر ان كل مساجد اليمن مساجد ضرار خاصة انها لم تدين بفكرة ومشروعة المستورد من طهران.. كما قام الحوثي في مناطق سيطرته والمناطق التي غزاها وما حصل في شبوة بيحان حيث قسم المساجد إلى ثلاثة أقسام .قسم حوله كمخازن للسلاح والمعدات العسكرية وقسم الثاني للبرع والمهرجانات وتناول القات وقسم الثالث هدمها وقضى عليها..
وفي احصائية وثقتها وزارة الأوقاف ذكرت ان اكثر من ٧٥٠ منها معدوم وملغم ومنها من حولها إلى ثكنات عسكرية وتم تسليمها للمبعوث السابق غيرفيث ولم تلاق الاهتمام المطلوب داعيا إلى ادانه المليشيات الحوثي من قبل المنظمات الدولية المهمة بحقوق الانسان
وخرجت الندوة بمجموعة من التوصيات اهمها :
أولا :الى الامم المتحدة ووكالاتها..
١- اتخاذ موقف صريح وقوي وحازم من الانتهاكات بحق المساجد ودور العبادة التي ترتكبها مليشيا الحوثي بشكل يومي ضد السكان المدنيين واستخدام الصلاحيات كراعية للسلام في اليمن.
٢- إلزام مليشيا الحوثي بوقف اعتداءاتها ضد المساجد والاعيان المدنية وفرض عقوبات رادعة على قياداتها والضغط على إيران لوقف كافة اوجة الدعم العسكري واللوجستي المقدم لمليشيا الحوثي كونة السبب الرئيس في استمرارها وعلى المجتمع الدولي الزام ايران بتطبيق قرارات مجلس الامن الدولي ٢٢١٦ و٢٦٢٤ لعام ٢٠٢٢م
ثانيا : الى جماعة الحوثي..
١- التوقف الفوري عن إستهداف المساجد ودور العبادة والالتزام بقواعد القانون الدولي.
ثالثا :الى الحكومة اليمنية:
١-إعداد تقارير مفصلة حول انتهاكات مليشيا الحوثي ضد الاعيان المدنية ودور العبادة وايصالها للمجتمع الدولي والامم المتحدة للضغط على مليشيا الحوثي زالكف عن استهداف المساجد ومرتاديها وعدم تحويلها الى منصة لنشر الفكر المتشدد والعنف.
رابعا :الى اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان..
١- تكثيف التحقيق في هذه الممارسات واستعراضها في تقارير اللجنة الدورية والبيانات الشهرية.
خامسا : توصيات عامة:
١- أقرت الندوة بأن المليشيات الحوثية المدعومة من ايران مسؤوله بشكل مباشر ومنهجي عن استهداف الاعيان المدنية والمساجد ودور العبادة ومخالفتها للقانون الدولي والانساني والعرقي والشرائع السماوية.
٢-أوصى المشاركون بالندوة المجتمع الدولي العمل على وقف كل الانتهاكات المتكررة باستهداف المساجد ودور العبادة وتحمل مليشيا الحوثي المسئولية الكاملة لكل ما يترتب عنها من مسائله قانونية.
٣- أكد المشاركين بالندوة أن المجتمع اليمني أصبح بحاجة ماسة إلى مواجهة ظاهرة العنف والتعصب الطائفي الذي تروج له مليشيا الحوثي الايرانية في مناطق سيطرتها ونشر ثقافة إيرانية طائفية دخيلة على مجتمعنا وتقييد حريه ممارسة الشعائر الدينية وتضايق المصليين وتعطل الانشطة الدعوية الرمضانية.
٤- شدد المشاركون في الندوة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجريم جميع أعمال الاعتداء على المساجد ودور العبادة من قبل مليشيا الحوثي وتفعيل الجزاءات المناسبة التي تشكل ردعاً ملائماً لمثل هذه الممارسات.
٥- أوصى المشاركون على واجب الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في اليمن الضغط على الحوثيين للحد من استهدافهم للمساجد والأعيان الثقافية والتاريخية .
٦-أوصى المشاركون المشرع اليمني بتعديل نص المادة 261 من قانون الجرائم والعقوبات من خلال تشديد عقوبة جريمة الاعتداء على المساجد بما يتناسب مع هول وجسامة هذه الجريمة وبما يضمن تحقيق الردع العام لضمان عدم وقوع مثل هذه الجرائم أو الحد منها على أقل تقدير.
صادر عن منظمة وفاق للسلام وحقوق الإنسان
العاصمة عدن 29 / 4 /2022 م