هنا عدن .. ثمة روحين مفعمين بالجمال إلتقيا وانا في حضرتهم ازهوا مجدا ومشاعر رائعة .
انظر الى عدن ، الى الخراب الذي كان والفوضى التي سادت رمزية الجنوب وسيادته وجهه المعفر بغبار القصف واقول:
الاستاذ احمد حامد لملس ؛ لقد جئتَ كموعد ميلاد وإنبثاق جديد للمكان والزمان وللإنسان الذي شهد تلاقح الحضارات وتزاوج القارات في منحدر بحري رهيب .. هنا في العاصمة عدن .
بك ابا محمد تبدت لنا ملامح هي جواز سفرنا الى عدن التي كانت ، انت لا سواك بسملة إستعادتنا لشغف الاسلاف لمدينة شغفت قلوب كل المحبين للجمال .
ايها الجميل الرائع، الرجل الشهم الذي لا اعرف عنك سوى انك اقرب الاقرباء لعدن ، روحا وحق مستعاد ، من خلالك نستعيد شواهد الرجوع والاياب الى ما تقر عليه اعيننا ويستريح كل قلب عدني جنوبي غيور.
قبل عشرين عاما كانت آخر ايامي في عدن ، وها انا اعود إليها بعد إغتراب طويل ، عدت ، اشعث القلب والعقل، منقسما بين ما كنت اضنه عن حالها وما اراه الان ، لقد وجدت واقعا يفضح إدعاء المرجفين ، واقعا راه يلتمع في فؤادي ، يشب امل الشباب في مشيبي ، شبابي الذي كان هنا في المعلا ، في كريتر ، في المنصورة والشيخ عثمان .
انا ميسور الحال ولعل وضعي المادي يوازي درجة وزير ، لكن لن اقسم ان عدن لن تجد احد بالغا مقامك او واصلا الى قمة عطائك .. يكفيني شرفا انني من دركين قيمة وجودك محافظا للعاصمة عدن