دول الخليج ومستقبل الأمة .. بعد فشل الأنظمة الجمهورية
كتب د. خالد القاسمي

 


في عالم متغير ومضطرب يتحدد فيه مصير الأمم وفق أهواء قادة العالم ، ويحسب مستقبل الأنظمة وفق المصالح والمكاسب الإقتصادية ، تحتاج الأمور إلى الحكمة وإستثمار العلاقات والشراكات الإقتصادية في تجنيب المنطقة الحروب والكوارث ، وهذا ما نجحت فيه دول الخليج العربية التي أصبحت اليوم تتطلع إلى سياساتها العقلانية الرزينة والمدروسة كل دول العالم .

في الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، بعد إستقلال معظم الدول العربية ، كان سقف تطلعات الأنظمة الجمهورية كبير للغاية ، ولم يكن في حقيقته سوى دعايات ومبالغات قادت الأنظمة العربية إلى الكوارث والحروب ، وكانت إنتكاسة 1967 وإحتلال إجزاء كبيرة من أربع دول عربية كارثة بكل معنى الكلمة ، في حين كان ينظر للأنظمة الخليجية حينها أنها أنظمة وراثية رجعية ومتخلفة . 

وفي بداية الألفية قاد دول المشرق العربي من العراق إلى سوريا وليبيا واليمن ، قادة أدخلوا بلدانهم في حروب لا طائل منها دمرت أوطانهم ، تحت شعارات القومية وحماية الأمن القومي العربي ، ولكن في حقيقتها كانت حروب من أجل بقاء زعامات هذه الدول في السلطة ، وحينما تساقطت أنظمة هذه الدول منذ 2003 وحتى اليوم ، كشف المستور أنها كانت جمهوريات هشة لم تكن تملك حتى القوة العسكرية والأمنية التي تحافظ عليها ، ولا تملك حتى المؤسسات التي تحافظ على إستمرارية وجودها ، فكانت صيدا سهلا للميليشيات الإرهابية وتدخلات قوى إقليمية ودولية تعبث بأمنها الداخلي وتهدد مصير شعوبها .

وأمام هذا الوضع الذي تعيشه الأمة كان على دول الخليج العربي ، أن تجد البدائل وتستثمر علاقاتها مع أمريكا ودول العالم لتجنيب المنطقة الكوارث ، وإعادة بناء ما هدمته الحروب والكوارث في دول المنطقة ، نتيجة رؤية ضيقة الأفق من قياداتها أو بفعل ميليشيات مسلحة نفذت أجندات خارجية وسهل عليها تدمير أوطانها .

هذه دول الخليج اليوم التي تقود  الشرق الأوسط الجديد ، وتستثمر سلاح العلاقات والمصالح الإقتصادية لإعادة الأمل لأمة العرب .


د.خالد القاسمي

متعلقات
مبارك الزواج
العميد الحوشبي: قائد شاب يرسم ملامح التميز في العمل العملياتي
لقاء مصري إسرائيلي لبحث وقف إطلاق النار في غزة
معرض "إشارة ولون 2" يجسد حوار الألوان والصمت في عدن
خبير اقتصادي يحذر من تجاوز سعر صرف الدولار 3300 ريال مع نهاية 2025