وجّه الدكتور عبد الجليل شايف الشعيبي، رئيس المنطقة الحرة بعدن سابقًا، رسالة مهمة إلى دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، عبّر فيها عن قلقه العميق إزاء التدهور المتسارع في سعر صرف الريال اليمني، والذي تجاوز حاجز 2500 ريال مقابل الدولار في السوق غير الرسمية، رغم تحديد البنك المركزي سعر المزاد الأخير بـ2409 ريال للدولار.
وأكد الشعيبي في رسالته أن الفجوة الكبيرة بين السعر الرسمي وسعر السوق تعكس فقدان الثقة في السياسات النقدية الحالية، وغياب أدوات الرقابة والضبط الفعّالة، الأمر الذي يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المواطنين في المناطق المحررة، في ظل الغلاء المتصاعد وتآكل القدرة الشرائية للمواطنين.
واقترح الشعيبي حزمة من الإجراءات العاجلة والمتوسطة الأجل، داعيًا إلى تفعيل غرفة عمليات اقتصادية مشتركة تضم البنك المركزي ووزارة المالية والسلطات المحلية، ووقف العمل مؤقتًا بنظام التعويم في المزادات، بالإضافة إلى فرض رقابة صارمة على السوق الموازية وإغلاق محلات الصرافة غير المرخصة.
كما طالب بضخ كميات محدودة من العملة الأجنبية عبر قنوات حكومية رسمية لتغطية استيراد السلع الأساسية، مع الامتناع عن طباعة أي عملة جديدة دون غطاء نقدي، وفتح خطوط دعم خارجي بإشراف مباشر من البنك المركزي.
وشدد على ضرورة استعادة الثقة من خلال الشفافية والإفصاح الدوري للبنك المركزي عن الاحتياطيات والسياسات النقدية، وبناء شراكة مع القطاع الخاص لتوفير العملة الصعبة بشفافية وعدالة.
وختم الشعيبي رسالته بالتأكيد على أن استقرار العملة الوطنية يمثل حجر الزاوية في أي مسار إصلاحي، مشيرًا إلى أن تعافي الاقتصاد الوطني مرهون بإجراءات شجاعة ومسؤولة تعكس جدية الحكومة في مواجهة الأزمة الراهنة.