بقلم /وسيم عارف العبادي 

في جنوب القلب وفي ذاكرة وطن مثخن بالخذلان يصرخ السابع والعشرون من أبريل كل عام شاهداً على خيانة ممهورة بالدموع والدم يوم انكشفت فيه حقيقة وحدة لم تُبنى على الإخاء بل على الطمع والهيمنة 

ففي عام ١٩٩٤م أُعلنت الحرب جهاراً ضد الجنوب تحت رايات الزيف ليُقلب الحلم السلمي إلى مقصلة تمزق الأرض والإنسان حلم الوحدة الذي حمله الجنوبيون في صدورهم بإخلاص سُرعان ما تبدد أمام فوهات البنادق ودبابات الغزو

لم يكن السابع والعشرون من أبريل مجرد بداية حرب بل كان إعلاناً صريحاً لانهيار القيم والعهود وانطلاق زمن الاحتلال والنهب والاستبداد إنه اليوم الذي تيقن فيه الجنوبيون أن أوطان الكرامة لا تبنى بالخداع وأن الاستقلال الحقيقي لا يُوهب بل يُنتزع من بين أنياب الغدر

ومنذ ذلك اليوم والجنوب يمضي في درب النضال يداوي جراحه بالثبات ويزرع حلم دولته بين رماد الألم لم تنل المؤامرات من عزيمته ولم توهنه خناجر الطعنات فالأرض التي ارتوت بدماء الأحرار لا تقبل الهوان ولا تعرف الانكسار 

سيظل السابع والعشرون من أبريل علامة مضيئة في ذاكرة الجنوبيين يوم ولدت فيه الإرادة من رحم القهر وتحولت فيه المأساة إلى مشعل لا ينطفئ حتى يعود للجنوب مجده ودولته وهويته سيبقى الجنوب حلماً يورق في وجدان الأحرار وينبت من دم الشهداء ورود كرامة وعنفوان 

سيبقى الجنوب القصيدة العصية على التحريف والحلم المستحيل على الطمس وسيولد من تحت الرماد ألف فجر يحمل ملامح الحرية وعطر الأرض المستعادة مهما حاولوا وأد الأمل سينهض الجنوب ويكتب للتاريخ نشيد المجد بيده.