رغم الضربات الأميركية الكثيفة التي تستهدف الحوثيين منذ مارس الماضي، يحذر خبراء ومسؤولون غربيون من أن القضاء على تهديد الجماعة في البحر الأحمر لن يتحقق إلا بعملية برية حاسمة، تتجاوز الغارات الجوية.
وقال وولف كريستيان بايس، الباحث في "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية"، في تصريحات لشبكة "الحرة"، إن هجمات الجوية ألحقت أضراراً جسيمة بالقدرات العسكرية للحوثيين، لكنها "لن تمنعهم من الاستمرار في مهاجمة السفن التجارية أو تهديد الدول المجاورة".
وأضاف: "القضاء على خطر الحوثيين يتطلب في النهاية عملية برية، أما الضربات الجوية وحدها، فلن تكفي. ولا أعتقد أن هناك رغبة كبيرة في واشنطن، لشن عملية برية في اليمن".
من جهته، حذّر المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، من أن "إطلاق الحوثيين النار على العسكريين الأميركيين والسفن والطائرات وتعريض حياة الأميركيين للخطر، ليس طريقاً لإنهاء الصراع"، مؤكداً أن الحملة ستكون "بلا هوادة" حتى يتم تفكيك القدرات الحوثية بشكل كامل وفتح ممرات الشحن وتأمين المنطقة.
وأكدت القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) أن الضربات الجوية دمرت خلال عملية "الفارس الخشن" أكثر من 1000 هدف حوثي، بما في ذلك مواقع قيادة ومنشآت تصنيع أسلحة متطورة.
وأشار بيان "سنتكوم" إلى أن معدل إطلاق الصواريخ الباليستية من قبل الحوثيين تراجع بنسبة 69%، كما انخفضت هجمات الطائرات المسيّرة الانتحارية بنسبة 55%.
لكن برادلي بومان، الخبير العسكري في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، حذر من أن إيران، الداعم الأول للحوثيين، تواصل تزويد الجماعة بالأسلحة المتقدمة، مؤكداً أن طهران تستحق لقب "أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم" بفضل شبكتها من الوكلاء، من حزب الله في لبنان إلى الحوثيين في اليمن.
وكشف فريز نديمي، خبير الشؤون العسكرية الإيرانية، أن الحوثيين يحصلون على مكونات الصواريخ من إيران، ويُشرف على تدريبهم خبراء إيرانيون في اليمن وسوريا ولبنان، مما يعزز قدرتهم على مواصلة الهجمات رغم الضربات الأميركية.
وأشار إلى أن إيران تستحق بجدارة لقب أسوأ وأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، "فلديها شبكة هائلة من الوكلاء، مضيفا، أن هذه الشبكة الضخمة، هي الوسيلة التي تصدر بها إيران الإرهاب.
في ظل هذه المعطيات، تتزايد الدعوات بين المحللين العسكريين والخبراء الدوليين لبحث خيار التدخل البري، كحل وحيد لإنهاء قدرة الحوثيين على ابتزاز العالم عبر البحر الأحمر، وإسقاط آخر أذرع إيران المسلحة في المنطقة.