من غزة إلى صنعاء.. جنون الحوثي يحرق اليمن!
هل استسلم الحوثيون؟ ارتباك بعد إعلان ترامب وقف العمليات
صفقة أمريكية حوثية؟ تقاطعات الغموض والتصعيد
هل تسلمت إسرائيل مهمة "الضربات القذرة" بدلاً من واشنطن؟
صفقة "الاستسلام المؤقت": مناورة حوثية أم واقع سياسي جديد؟
حفرة في إسرائيل تدمّر اليمن !!
في تصعيد عسكري غير مسبوق، نفذت إسرائيل ضربات جوية مكثفة على مواقع حيوية تابعة لمليشيات الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء ومحيطها، مستهدفة بنية تحتية ذات استخدام مزدوج.
ويكشف هذا التطور مدى توسّع بنك الأهداف الإسرائيلي خارج نطاق غزة ولبنان وسوريا، وصولًا إلى عمق اليمن.
وبحسب مصادر محلية تحدثت لـ«العين الإخبارية»، فإن الغارات التي نُفذت، الثلاثاء، طالت 8 أهداف حساسة للحوثيين، كان أبرزها مطار صنعاء الدولي، الذي خرج كليًا عن الخدمة بعد تدمير مرافقه الحيوية، في خطوة تمثل شللًا في قدرة المليشيات على الحركة الجوية والدعم اللوجستي.
واستهدفت الضربات المواقع التالية داخل المطار:
صالة المسافرين.
مدرج الإقلاع والهبوط.
برج المراقبة.
قاعدة الديلمي الجوية.
كما تضررت طائرات مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية كانت محتجزة لدى الحوثيين منذ العام الماضي، وهو ما يشير إلى أن إسرائيل لا تفرّق بين الأهداف العسكرية والمدنية عندما تتحول الأخيرة إلى أدوات ابتزاز حوثية.
منشآت اقتصادية وعسكرية تحت النار
ولم تقتصر الغارات على مطار صنعاء، بل امتدت لتشمل منشآت اقتصادية ذات بعد استراتيجي يستخدمها الحوثيون لدعم مجهودهم الحربي، ومن بينها:
مصنع إسمنت عمران الذي تعرض لموجة من الغارات أدت لاشتعال حرائق في مخازن الوقود التابعة للمليشيات.
محطتا كهرباء ذهبان وحزيز المركزيتان، ما يشير إلى استهداف مراكز حيوية لتوليد الطاقة، تم توظيفها لدعم عمليات اتصالات وتحكم عسكري.
مجمع ألوية الصواريخ في جبل فج عطان، وهو إحدى أهم القواعد الصاروخية للحوثيين في صنعاء.
وعقب القصف، غطّت سحب الدخان الكثيف سماء العاصمة، وسط تصاعد النيران من المواقع المستهدفة، خاصة في مصنع الإسمنت الذي أصيب بأضرار كبيرة في منشآت التخزين.
الحديدة خارج الخدمة
وجاء هذا الهجوم في أعقاب غارات إسرائيلية استهدفت، يوم الإثنين، ميناء الحديدة الاستراتيجي غربي اليمن، حيث أكدت المصادر أن الضربات أدّت إلى تدمير الميناء بالكامل وإخراجه عن الخدمة، في ضربة موجعة لأحد أهم ممرات تهريب الأسلحة والوقود إلى المليشيات الحوثية.
كما طالت غارات متزامنة مخزون الوقود في مصنع إسمنت باجل شرقي محافظة الحديدة، ما أدى إلى انفجارات هائلة وحرائق واسعة النطاق.
استراتيجية الردع الواسع
القصف الإسرائيلي المكثف جاء كرد مباشر على صاروخ باليستي أطلقته المليشيات الحوثية نحو مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، لم يتسبب بأي أضرار سوى حفرة في الأرض وهو ما اعتبرته تل أبيب تجاوزًا جديدًا للخطوط الحمراء ومحاولة لـ«فرض حصار جوي شامل» على الدولة العبرية، وفق مزاعم حوثية.
وكانت إسرائيل قد نفذت في يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2024 غارات جوية رمزية على مواقع حوثية ضمن ما سُمي بـ«عملية اليد الطويلة»، لكنها لم تكن كافية آنذاك لتقويض القدرات العسكرية للمليشيات، ما فتح المجال لتصعيد الحوثيين عبر طائرات مسيرة وصواريخ طويلة المدى تستهدف الملاحة في البحر الأحمر، وأحيانًا العمق الإسرائيلي.
لكن الهجمات الجديدة تشير إلى تحول جذري في العقيدة العسكرية الإسرائيلية تجاه الحوثيين، من سياسة الردع المحدود إلى ضرب مراكز الثقل الاستراتيجية، ما يضع صنعاء والحديدة في مرمى نيران دائمة، ما دامت المليشيات تُستخدم كذراع إيرانية في معادلة المواجهة الإقليمية.
ارتباك وأنباء عن صفقة.. هل استسلم الحوثيون؟
رغم إعلان الرئيس الأمريكي، ، مساء الثلاثاء، عن توقف عمليات العسكرية ضد الحوثيين بعد "استسلامهم"، لا يزال الارتباك سيد الموقف لدى الميليشيا الحوثية.
وقال ترامب إن الحوثيين أعلنوا أنهم "لا يريدون القتال بعد الآن، وسنكرم ذلك بوقف القصف فورًا، لقد استسلموا وأعلنوا توقفهم عن استهداف السفن".
خطاب تصعيدي
وفي وقت لم تتضح فيه الطريقة التي تلقّى بها ترامب إعلان الحوثيين، تواصل خطابها التصعيدي ضد إسرائيل والولايات المتحدة، عقب القصف الإسرائيلي الأخير، الذي استهدف مساء الثلاثاء مطار صنعاء الدولي، ومحطات الكهرباء في صنعاء، ومصنع الأسمنت في عمران، ما أدى إلى خروجها جميعًا عن الخدمة.
وأكد عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، محمد علي الحوثي، مساء الثلاثاء، استمرار عمليات "الإسناد لغزة"، وقال إن الرد على القصف الإسرائيلي الأخير "آتٍ"، مؤكدًا: "ما رفضنا استمراره في فلسطين، لن نقبل بتمريره في اليمن".
أمر مؤقت
وقال الباحث في الشؤون العسكرية الحوثية، عدنان الجبرني، إن "الحوثيين التزموا بالفعل بعدم الإضرار بالسفن الأمريكية بهدف تحييد أمريكا، مع استمرارهم فيما يتعلق ".
وذكر الجبرني، في تدوينة على منصة "إكس"، أن الحوثيين يريدون كسر زخم العمليات الأمريكية، بينما يريد الأمريكيون تأمين زيارة ترامب إلى المنطقة، "وهذا الأخير يريد التباهي، وعلى الأرجح، فهذا الأمر برمته مؤقت ولن يصمد كثيرًا".
صفقة كبيرة
من جهته، يرى رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، أن إعلان ترامب وقف هجمات بلاده على الحوثيين يأتي "قبل الصفقة الكبيرة التي ستتزامن مع زيارته للمنطقة".
وبحسبه، فإن مهمة ضرب الحوثيين "ستوكل إلى إسرائيل إذا ما واصلوا هجماتهم على سفن ، وهي المهمة القذرة التي لا تريد واشنطن القيام بها، لأنها ستستهدف مقدرات مدنية مثل المطارات والموانئ".
وقال عبدالسلام إن واشنطن ضمنت إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين، مضيفًا أن هجماتهم وفرت للأمريكيين فرصة اختراق معلوماتي لهياكل وسلاح الجماعة وقدراتها العسكرية.
وتابع: "في حال كان هناك صفقة إقليمية ودولية تحقق لواشنطن هدف إضعاف الدور الصيني–الفيتنامي، فإن من غير المستبعد أن تدعم الولايات المتحدة عملية برية في ، التي أصبحت ناضجة بعد إيقاف الإمدادات وإضعاف قدرات الحوثيين".