بينما المحافـظ خـارج الـوطـن .. انقطاع شبه كلي للكهرباء يغرق محافظة لحج في ظلام دامس لأكثر من أسبوعين..
الأمناء / تقـريـر : عبدالقـوي العـزيبي:

مواطنـون يطالبون بإسقاط أي مبالغ حكومية تفرض على مصنع أسمنت الوطنية مقابل التـزامه بتشغيل الكهرباء

تسجيل قـراءة العدادات المنزلية في ظل انقطاع شبه كلي للكـهرباء يثير سخرية واستهجان المواطنين بلحج

مناشدات الأهالي بإدخال الكهـرباء عبر الطاقة الشمسية والـرياح في لحج

 

 

يعاني المواطنون في محافظة لحج ، وتحديداً في مديريتي الحوطة وتبن من انقطاع كلي لخدمة الكهرباء على مدار الساعة تجاوز الـ " 20 " يوماً , وتشـهد لحج ظلاما دامسا في ظل تواجد المحافظ خارج الوطن لغـرض العلاج، وعدم وجود أي حلول إسعافية غير وصول قاطرة ديزل صرفت من عدن أواخر الأسبوع قبل الماضي لتقسيمها بين محطتي عباس في مديرية الحوطة وبئر ناصر في مديرية تبن، وهي حلـول ترقيعية لا يستفيد منها المواطن نظراً لتشغيل الكهرباء من نص ساعة إلى ساعة فقط خلال الـ " 24 " ساعة، هذا الوضع الكارثي وتحديداً مع دخول فصل الصيف وارتفاع شدة الحرارة أوجـد موجة غضب جماهيري متصاعد بمطالبة الرئاسي والحكومة بضرورة إجراء تغيير عاجل يشمل قيادة المحافظة لعجـزها في وضع الحلول والمعالجة لأزمـــة الكهرباء وبقية الخدمات الأساسية التي تشهد تدهـــوراً كبيراً في المحافظة لأكثر من خمس سنوات عجاف في ظل ممارسة الفساد المالي والإداري والفني في عدد من المـرافق الحكومية بلحج.

 

  الأهـرام والعـليان:

وتوجد في المديريتين محطتين لتوليد الكهرباء بنظام الطاقة المشتراة، منها محطة التوليد لشركة الأهرام في مدينة الحوطة داخل محطة عباس التحويلية بطاقة توليد 20 ميجا، ومحطة شركة العليان في محطة بئر ناصر بطاقة توليد 10ميجا، ودخول المحطتين في عهد المحافظ التركي، إلّا أن أزمة الكهرباء ما تزال مستمرة نتيجة لزيادة الأحمال وعدم قدرة المحطتين على تغطية العجز في التوليد، إضافة إلى ما يشاع بأن المحطتين لا تولدان طاقة كاملة بل أقل من 20 ميجا في عباس، وأيضاً أقل من10ميجا في بئر ناصر.

 

مشروع الشمسية:

وما يزال الأمل قائماً بتنفيذ مشروع الطاقة الشمسية في مديرية تبن بالقرب من محطة كهرباء بئر ناصر بطاقة 30 ميجا ، مع وجود أخبار مسربة بأن هذا الأمل قد تبـخر ولم يعد مشروعاً حيوياً مساعداً في تعزيز التوليد الكهربائي، وإذ يقال إن المشروع يعتبر معاقا لعدم قدرة السلطة بتوفير أرضية لتنفيذه عليها بإريحية تامة من قبل الجهة المكلفة بذلك!.

 

بدون مخصص:

وتشـير المعلومات إلى أن محافظة لحج لا يوجد لها مخصص معتمد رسمياً ويومياً من مادة الديزل لمحطات الكهرباء في الحوطة وتبن، وإنما يصرف لها مما زاد من مخصص الوقود لمحطات كهرباء عدن، وأن صح الخبر فهو يؤكد عن تقصير واضح من قبل سلطة لحج لعدم المتابعة وانتزاع مخصص الوقود بأسم لحج من قبل جهات الاختصاص في عدن، على اعتبار أن لحج محافظة مستقلة مالياً وإدارياً وجغرافيا ، وليس مديرية تابعة لعدن حتى يصرف لها الوقود مما يزيد من مخصص وقـود عـدن.

 

احـتقان شعـبي:

وتشـهد منصات التواصل الاجتماعي غضباً شعبياً متصاعدا لما تشهده محافظة لحج من وضع مـزري وخصوصاً بقطاع الكهرباء، فهـذا الوضع أوجد حالة من الاحتقان القابل للانفجار بأي لحظة في حال استمرارية انقطاع الكهرباء كليا مع شدة ارتفاع حــرارة الصيف، وكما يقال للصبر حـدود.

 

أمـر مضحك:

بينما الكهرباء منقطعة بشكل تام عن محافظة لحج ، وتجاوز الانطفاء لأمثر من أسبوعين، فوجئ أهالي لحج بموظفي الكهرباء وهم ينفذون نزولاً ميدانياً لتسجيل قراءة عدادات منازل المواطنين في الحوطة وتبن، وسخّـر المواطنون من هذا التصرف بوصفه سخيـفاً من قبل إدارة فاشلة في عملها ، وتلهث وراء تحصيل الإيرادات دون اي تحسن في الخدمة.

 

الـرحيل هو الحل:

ولا توجـد أي حلول تبشر بإصلاح المنظومة الكهربائية بلحج، كون هذا المشهد من الانقطاعات يتكرر عاماً تلو الآخر حتى بفترة توفر الوقود نتيجة وجود عجز في التوليد في عدة محطات كهربائية، ويرى أبناء لحج أن رحيل شركات الطاقة المشتراة هو الحل لتجفيف منابع الفساد المالي، بشرط أن توفر الدولة الكهرباء عبر الشبكة الوطنية لمحافظة لحج ، وضرورة إدخال توليد كهربائي عبر الطاقة الشمسية أو عبر الرياح لوجود دراسات مجدية من سابق في هذا الاتجاه، ومن جهة أخرى يرى البعض أن على الدولة إتاحة الفرص للقطاع الخاص وعبر ضوابط رسمية في المشاركة بتزويد المواطنين بالكــهرباء في حال عدم مقدرة الدولة على توفير الكهرباء مستقــبلاً.

 

مصنـع الأسمـنت:

كما اقترح عدد من أبناء لحج فكرة دراسة تكلفة الطاقة المشتراة خلال فترة شهر من وقود وإيجارات وغيرها، ومقارنة ذلك مع المبلغ الشهري الذي يدفعه أسمنت الوطنية بلحج، فإذا كان إجمالي المبلغ الخاص بالطاقة المشتراة أكبر حجماً من المبلغ الذي يدفعه المصنع، يرى أبناء لحج إسقاط أي ضرائب وغيرها تفرض على المصنع بمقابل إلتزامه بتشغيل الكهرباء لمديريتي الحوطة وتبن دون أي انقطاع.

 

الحلقة الأضعف :

ملف الكهرباء شائك في لحج بعد أن وضعت السلطة المحلية يدها على فرع المؤسسة منذُ سنوات، وظهور الفـرع شبه مشلول إدارياً ومالياً وفنياً لوجود نزاع بين السلطة والمؤسسة العامة حول ممارسة حق الصلاحيات القانونية على الفرع، مما زاد من تدهور خدمة الكهرباء في لحج، وإذ يعول على الحكومة الجديدة معالجة هذا الأمر قانونياً كي تتحسن على الأقل خدمة الكهرباء في المحافظة.

 

خروج المواطنين:

مع شدة حرارة فصل الصيف واستمرارية انقطاع الكهرباء لم يقدر المواطن بلحج تحمل كل هذا العذاب ، فخرج إلى الشارع كي يعبر عن الاحتجاج الرافض لهذا الوضع من خلال قطع الطرقات وإحراق الإطارات كرسالة إلى السلطات المحلية بلحج والتحالف العربي تطالب بسرعة توفير وقـود محطات الكهرباء بشكل عاجل ومنتظم، إلّا أن البعض وصف هذا الخروج "بكـركـر جمل" كون الأزمة تتكرر بشكل مستمر كل عام دون أي حلول جـذرية، فهل ستشـهد حكومة بن بريك خلال قادم الأيام حلول ومعالجات جذرية لملف الكهرباء لتشغيلها على مدار 24 ساعة دون اي انقطاع ؟، وإذ نرى أن الإجابة على هذا السؤال ستبرز خلال الأيام القادمة من فصل الصيف من قبل عامة المـواطنين بلحـج وعـدن.

متعلقات
أسرة في عدن تناشد مساعدتها في البحث عن ابنها المفقود منذ يام
إختتتام فعاليات اسبوغ المرور العربي في المهرة
رمز الكرامة
اليونيسف تطلق مبادرة تغذوية لتسريع الحد من نقص التغذية في اليمن
توجيهات مهمة من وزارة الأوقاف لوكالات تفويج الحجاج