تقرير خاص لـ"الأمناء" : بين فوضى القرارات وانقطاع الكهرباء.. أين مجلس القيادة من معاناة الناس؟
الأمناء / غازي العلوي :

مع كل قرار عبثي، يزداد الغضب.. ومجلس القيادة لا يزال في الخارج!

عدن تغرق في العتمة والجوع.. والحكومة تكتفي بالظهور من العواصم!

شعب يصرخ من وجعه، وقيادة تلوذ بالصمت خارج الحدود!

الواقع ينهار من تحت أقدام الناس.. فهل تعود الشرعية قبل فوات الأوان؟

حكومة الخارج تتجاهل الداخل.. وعدن تدفع الثمن

متى تعود الشرعية؟

الأمناء / غازي العلوي :

رغم مرور أكثر من عامين على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، ورغم الآمال التي علّقها المواطن اليمني، لا يزال السؤال الأكثر إلحاحًا يتردّد على ألسنة أبناء العاصمة عدن وسائر المحافظات المحررة: متى تعود الشرعية؟

متى يعود رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي، وأعضاء المجلس، ورئيس الحكومة الجديد من الخارج، ليمارسوا مسؤولياتهم من داخل العاصمة عدن؟ ولماذا يصرّ مسؤولو الدولة على البقاء في الخارج، بينما يعيش الشعب في الداخل تحت وطأة أزمات متراكمة تكاد تخنقه؟

 

 

 

غياب الدولة.. حضور المعاناة

 

يعاني المواطنون في عدن وبقية المحافظات المحررة من تدهور حاد في الوضع الاقتصادي، وانهيار شبه كامل في مستوى الخدمات الأساسية. العملة المحلية تواصل الهبوط بشكل مقلق أمام العملات الأجنبية، ما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والسلع الضرورية، دون وجود أي رقابة حكومية أو إجراءات للتخفيف من وطأة الأزمة على المواطنين.

هذا التدهور الاقتصادي لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة مباشرة لغياب القيادة الفعلية للدولة، إذ تعجز الحكومة عن تنفيذ سياسات فاعلة بسبب إدارتها للبلاد من فنادق الخارج، بعيدة عن هموم المواطن ومعاناته اليومية.

 

الغائبون عن الداخل.. الحاضرون في الشاشات

 

رغم أن عدن أُعلنت عاصمة مؤقتة منذ سنوات، إلا أن مسؤولي الشرعية لا يزالون يديرون شؤونها من خارج البلاد. تنعقد الاجتماعات وتصدر القرارات من عواصم إقليمية، فيما تتدهور أوضاع الناس يومًا بعد يوم.

يقول المواطن "صالح محمد" من حي المنصورة بعدن:

"نحن نعيش بدون دولة، فقط نسمع عن الحكومة في الأخبار، أما على الأرض فلا وجود لها. لا كهرباء، لا خدمات، لا رقابة على الأسعار ".

أما "سمية أحمد"، وهي معلمة في إحدى مدارس المدينة، فتضيف:

"كنا نأمل أن تكون الحكومة قريبة من الناس، لكنهم تركونا نواجه مصيرنا وحدنا. كل شيء ينهار، ونحن وحدنا نتحمل الكارثة."

 

كهرباء عدن.. عنوان للألم

 

تُعد أزمة الكهرباء في العاصمة عدن نموذجًا صارخًا لفشل الحكومة في إدارة الخدمات، ووجهًا من أوجه معاناة الناس التي تتفاقم صيفًا بعد صيف. ففي الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة إلى مستويات لا تُطاق، تعيش عدن في ظلام دامس، مع ساعات طويلة من الانقطاع، وانعدام الحلول الجذرية أو حتى المؤقتة.

ورغم الوعود المتكررة من المسؤولين بتحسين الخدمة، فإن ما يحصل على الأرض هو العكس تمامًا: مزيد من التدهور، مزيد من المعاناة، ومزيد من الوعود التي لا تجد طريقها إلى التنفيذ.

 

الانهيار الاقتصادي.. كابوس لا ينتهي

 

الانهيار الاقتصادي بات كابوسًا يؤرق المواطن في كل لحظة. الريال اليمني يواصل تراجعه أمام الدولار، ما تسبب في ارتفاع أسعار السلع الأساسية بنسب غير مسبوقة. الرواتب، إن وُجدت، لم تعد تكفي لأيام معدودة.

يقول الخبير الاقتصادي "أحمد سالم" في حديثه لـ"الأمناء":

"السبب الجوهري في استمرار التدهور الاقتصادي هو غياب القيادة الفعلية عن الداخل. لا يمكن إدارة اقتصاد دولة منهارة عن بعد، دون تواجد حقيقي على الأرض، ودون أدوات فاعلة للرقابة والتخطيط والتنفيذ."

 

قرارات عبثية واستياء شعبي

 

زادت معاناة المواطنين من استمرار إصدار قرارات رئاسية ووزارية تُوصف بـ"العبثية"، في ظل ظروف معيشية واقتصادية متدهورة. فقد تكررت التعيينات في مناصب رفيعة دون مراعاة للكفاءة أو الحاجة الفعلية، وسط اتهامات بتقاسم النفوذ والمناصب بين المكونات السياسية، وكأن الوطن غنيمة تُقسّم، لا مسؤولية تُدار.

هذا الواقع خلق حالة تذمر شعبية واسعة، تتجلى في أحاديث الناس في الشارع، ومنشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بل وحتى في بعض الفعاليات الاحتجاجية التي تطالب بإعادة النظر في طريقة إدارة الدولة وضرورة عودة المسؤولين لممارسة مهامهم من الداخل.

 

عدن ليست مجرد عاصمة

 

عدن، التي صمدت في وجه الحرب والإرهاب والانفلات الأمني، ليست مجرد "عاصمة مؤقتة" تدار عن بعد، بل هي المدينة التي انتظرت طويلاً أن ترى مسؤولين يديرون شؤونها من مكاتبهم فيها، لا من غرف الفنادق في العواصم المجاورة. لقد دفع أبناء عدن ثمن الحرب وتبعاتها، وما زالوا يدفعون ثمن غياب الدولة في وقت هم بأمس الحاجة لحضورها.

 

دعوة لليقظة قبل فوات الأوان

 

يرى مراقبون في تصريحات لـ"الأمناء" أن بقاء القيادة في الخارج أكثر من مجرد خلل إداري؛ بل تهرب من المسؤولية في لحظة وطنية حرجة / مؤكدين أن عودة الشرعية إلى الداخل اليوم ضرورة وطنية وأخلاقية، قبل أن تتحول حالة الغضب الشعبي إلى انفجار لا تُحمد عقباه.

متى تعود الشرعية؟

سؤال يحمل في طياته كل آهات الشعب، وينتظر جوابًا لا يأتي من البيانات، بل من حضور حقيقي في عدن، من قرارات تلامس الواقع، ومن إرادة حقيقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فالشعارات لم تعد تكفي، والمواطن لم يعد يحتمل مزيدًا من الوعود الفارغة وحتى يحدث ذلك، سيظل السؤال المؤلم حاضرًا: متى تعود الشرعية؟..

متعلقات
برشلونة يتوج بطلا لليجا على أنقاض إسبانيول
بيان هام صادر عن نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين
الهيئة التنفيذية بمكتب مؤتمر حضرموت الجامع بتريم تزور الشخصية الاجتماعية و التربوية الاستاذ خالد بن عمران
الحوثي يخدع واشنطن .. إخلاء أنفاق صعدة سرًّا ونقل صواريخ إلى عمران تحضيرًا لمعركة جديدة
إدارة أمن عدن تحتضن اجتماعًا موسعًا بمشاركة مكافحة المخدرات في الأحزمة الأمنية وأمن عدن ووزارة الصحة