صحيفة: الغضب الشعبي يحرك عملية نقد ذاتي داخل مكونات الشرعية اليمنية
الأمناء نت / العرب

 لا يُحدث تراشق جهات شريكة في السلطة الشرعية اليمنية بالتهم حول المسؤولية عن سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتردي الخدمات وانعدامها أحيانا في المناطق التابعة لتلك السلطة أثرا يذكر في المزاج الشعبي السلبي تجاه مختلف تلك الأطراف ولا من الغضب المتصاعد في عدن ومدن وأخرى والذي بات بمثابة إنذار للشرعية بكافة مكوناتها. وشهدت عدن خلال الفترة الأخيرة تظاهرات احتجاجية على صعوبة الوضع المعيشي وتردي الخدمات المتجسّد في الانقطاعات المتكررة للماء والكهرباء توجت مؤخّرا بخروج تظاهرات نسائية لقيت صدى إعلاميا واسعا وتعاطفا كبيرا من جهات حقوقية داخل اليمن وحتّى خارجه.

ودفعت تلك الأوضاع أصواتا توصف بالواقعية والعقلانية إلى إجراء عملية نقد ذاتي للجهات التي ينتمي إليها أصحاب تلك الأصوات بحدّ ذاتهم.

وقال عدنان الكاف القيادي والعضو المؤسس في المجلس الانتقالي الجنوبي إنّ المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها عدن ومحافظات أخرى قد كشفت عن تجاوز المواطنين مرحلة الغضب من تردي الأوضاع المعيشية والخدمية إلى مرحلة أسوأ تتسم بالكره لكل المكونات المشاركة في السلطة التي وصفها بالغارقة في الفساد.


عدنان الكاف: كراهية الناس تشمل جميع الأحزاب والمكونات المشاركة في السلطة

ويعتبر الانتقالي الجنوبي طرفا رئيسيا في الشرعية اليمنية وهو ممثل في مؤسساتها على أعلى مستوى ومشارك في تشكيل حكومتها، دون أن يمنعه ذلك من انتقادها بشدّة وتحميلها مسؤولية الأزمات الشديدة المتلاحقة في المناطق التابعة لها والتي يقع أغلبها ضمن مساحات نفوذ المجلس نفسه ما يجعله شديد الامتعاض من سوء أوضاع لسكانها لعلمه بتأثير ذلك على شعبيته.

وكتب الكاف الذي يشغل عضوية هيئة التشاور والمصالحة بمجلس القيادة الرئاسي اليمني وأيضا منصب وكيل عدن لشؤون التنمية، في منشور تحت عنوان “لماذا يكرهونهم” قائلا “بعد الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة الأميركية في 11 سبتمبر 2001، طرحت وسائل الإعلام الأميركية على نطاق واسع سؤال: لماذا يكرهوننا”.

وأضاف قوله “تذكرت هذا السؤال وأنا أشاهد تعبيرات الناس في عدن وكراهيتهم العميقة للقائمين على السلطة في العاصمة عدن وكل محافظات الجنوب. فلم تعد المظاهرات تعبيرا عن استياء من تردي الخدمات أو تراجع المعيشة أو الفساد الذي فاق كل فساد العالم، بل تحولت إلى كراهية لكل ما يمت لهذه السلطات بصلة وانسحب ذلك الكره على جميع الأحزاب والمكونات المشاركة في هذه السلطات.”

ورأى الكاف في منشوره أن هذه المعطيات ترتب “على هؤلاء المتحكمين بالسلطة أن يصحوا ويفيقوا من نومهم ويتداركوا أمرهم.. ويسألوا أنفسهم: لماذا يكرههم الناس”.

وغير بعيد عن سياق النقد الذاتي الذي بدأت تحركه صعوبة الأوضاع في مناطق الشرعية وما يستتبعها من غضب شعبي، قال عبدالرحمن شيخ عبدالرحمن عضو هيئة التشاور والمصالحة بمجلس القيادة وكيل عدن لشؤون المديريات إنّ الأزمات المعيشية والخدمية المتفاقمة تستوجب تغييرا وإعادة هيكلة للسلطة.

وأوضح عبدالرحمن في تصريحات لوسائل إعلام محلية أنّ “هيكلة السلطة بما فيها مجلس القيادة وتشكيل حكومة كفاءة مهنية وتغيير السلطات المحلية في المحافظات وإعطائها صلاحيات حكم واسعة هي المدخل الحقيقي للتنمية والبناء واستعادة كرامة الناس المهدرة من قبل الفاسدين”، مشدّدا على أن “الخيار الوحيد المتاح هو رحيل هؤلاء الفاسدين.”

وتعليقا على ما ورد على لسان الرجلين وخصوصا عدنان الكاف قال الصحافي ماجد الداعري “لن يطول كره الشعب لهم طويلا وإنما سيتحول إلى ثورة شعبية تقتلع الجميع.”

متعلقات
وزير الأوقاف : ملتزمون بتقديم أفضل الخدمات للحجاج.. ولن تهاون مع أي تقصير
الوزير البكري يناقش مع نادي رجال الأعمال سبل تعزيز العلاقات المشتركة
تعز : اتهام شرطة الصلو بتجاهل أوامر القضاء وحماية بلاطجة متهمين بالاعتداء على ناشط حقوقي
الهيئة اليمنية للمواصفات تحتفل باليوم العالمي للمترولوجيا ومرور 150 عاما على توقيع انفاقية المتر العالمية
قوات دفاع شبوة تضبط كمية كبيرة من مادة الحشيش المخدر متجه الى العاصمة عدن