كتب: احمد صالح
في تاريخ الجنوب الحديث، لا يمكن الحديث عن ملحمة تحرير الضالع دون أن يتصدر المشهد اسم اللواء المناضل شلال علي شائع، القائد العام للمقاومة الشعبية الجنوبية، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب حالياً ورمز التحدي والصلابة الذي قاد أعظم المعارك ضد مليشيا الحوثي وقوات صالح، محرراً محافظة الضالع في واحدة من أشرس المعارك التي شهدها الجنوب.
في صبيحة الـ25 من مايو 2015، أطلق القائد شلال عملية "عاصفة الضالع"، بعد اجتماع عسكري موسع مع قادة المقاومة وكتائب الشهداء، تم خلاله توزيع المهام وترتيب خطوط الهجوم، لتبدأ عملية التحرير الشاملة مع ساعات الليل الأولى، معلنة انطلاق شرارة الانتصار.
برز دور اللواء شلال علي شائع ليس فقط كقائد ميداني بل كعقل استراتيجي، حيث قاد العمليات العسكرية بنفسه من الخطوط الأمامية، متنقلاً بين مواقع القتال في القشاع والجرباء ، وشحذ ،والسوداء ، المواقع المطلة على بلدة الجلية و مشاركاً أفراده المعركة لحظة بلحظة، ومحفزاً الروح القتالية التي اجتثّت جحافل العدو من مفاصل الضالع.
لم يكن دوره يقتصر على القيادة في الميدان فحسب، بل رسم خطة شاملة لتحرير الضالع بأكملها، من خلال التنسيق بين مختلف فصائل المقاومة الجنوبية، وفتح معسكرات تدريب ضمت آلاف المقاتلين في مديريات الشعيب، الحصين، حجر، والضالع، وتجهيزهم لخوض المعركة الفاصلة التي انتهت بطرد آخر عناصر مليشيا الحوثي وصالح في 8 /8/ 2015.
خلال سير العمليات، قاد اللواء شلال محاور قتالية عدة، وشكّل بوصلة للمقاومة الشعبية الجنوبية نحو الأهداف الأكثر استراتيجية، فتم توجيه كتائب المقاومة في تحرير مواقع محصنة كمقر الأمن المركزي، لواء عبود (اللواء 33 مدرع)، موقع المظلوم، ، وسط مواجهات ضارية كسرت شوكة المليشيات المدججة بالسلاح.
لم يتوانَ عن اتخاذ قرارات حاسمة، منها فتح جبهة الهجوم من الاتجاهات الشرقية الشمالية على معسكر الجرباء، وإرسال تعزيزات لمواقع العرشي، وموقع المظلوم المطل على منطقة الحود، وتلال دار السمين وأكمة صلاح، في تناغم دقيق أفضى إلى سقوط أهم معاقل الحوثيين وقوات صالح.
إن ما أنجزه القائد شلال علي شائع في الضالع لا يمكن اختزاله في معركة، بل هو تجسيد لمعنى القيادة الثورية، والالتزام بالقضية الجنوبية ، فقد جسّد بخبرته القتالية والعسكرية وإدارته للمعركة نموذج القائد المقاوم، الذي يسبق رجاله إلى الجبهات، ويخط بدمائه مسار التحرير والاستقلال.
وبعد مرور عشر سنوات على تحرير الضالع، لا يزال اسم المناضل اللواء الركن شلال علي شائع محفوراً في ذاكرة كل جنوبي حر، كقائدٍ لا يهادن ولا يساوم، آمن بقضيته حتى النهاية، وخاض المعركة بشرف وعزيمة حتى النصر.