بعد الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على مطار العاصمة اليمنية صنعاء، أظهرت مشاهد احتراق "آخر الطائرات" في الموقع، بحسب الوصف الإسرائيلي.
فيما تصاعدت ألسنة النيران والدخان الأسود من المطار.
بينما أعلنت الخطوط الجوية اليمنية توقّفا مؤقتا لكامل رحلاتها من المطار حتى إشعار آخر، مشيرة إلى أن ذلك يأتي بعد استهداف إسرائيلي لإحدى طائراتها المدنية.
وقالت في بيان صحافي نشرته على صفحتها بموقع "فيسبوك"، إن "الطائرة تعرّضت لاستهداف مباشر قبل لحظات فقط من بدء صعود الركاب من حجاج بيت الله الحرام إلى متنها ضمن رحلة تفويج مجدولة، حاصلة على كافة التصاريح اللازمة للهبوط والتشغيل والإقلاع من جميع الجهات المعنية".
أتى ذلك، بعدما شنت إسرائيل مجددا اليوم، 4 غارات على مطار العاصمة اليمنية، غداة هجوم صاروخي للحوثيين ضمن سلسلة هجماتهم المتواصلة نحو إسرائيل.
"الطائرة الأخيرة"
وقبيل ذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن سلاح الجوي الإسرائيلي "قصف أهدافا تابعة للحوثيين في مطار صنعاء، ودمر الطائرة الأخيرة التي كانت لا تزال قيد الاستخدام".
كما أضاف أن "الموانئ في اليمن ستستمر في التعرض لأضرار جسيمة، ومطار صنعاء سيتم تدميره مرارا وتكرارا، وكذلك البنى التحتية الاستراتيجية الأخرى في المنطقة التي يستخدمها تنظيم الحوثي وداعموه".
بدوره، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من أن بلاده "ستعمل وفقا لمبدأ بسيط: من يُلحق بها ضررا، ستلحق به ضررا أكبر، ومن لا يُدرك هذا من خلال القوة، سيُدركه من خلال قوة أكبر".
كما حمل إيران التي وصفها "بالقوة الرئيسية التي تقف وراءهم مسؤولية العدوان القادم من اليمن".
يذكر أنه سبق لإسرائيل أن شنت بين السادس والسابع من أيار/مايو، غارات مكثفة على المطار، حيث تقوم الخطوط الجوية اليمنية بتسيير رحلات محدودة وجهتها الرئيسية عمّان، بالإضافة إلى استقبال الرحلات الإنسانية التي تديرها الأمم المتحدة.
فيما أعلن الحوثيون حينها أن المطار "دُمّر بالكامل"، وقدروا حجم الخسائر التي لحقت به بنحو 500 مليون دولار.
لكن قبل عشرة أيام، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في صنعاء "استئناف الرحلات الجوية المجدولة من وإلى مطار صنعاء الدولي، عقب استكمال أعمال إعادة الجاهزية الفنية والتشغيلية".
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، نفذ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل وضد سفن في البحر الأحمر مؤكدين ارتباطها بها، في خطوة أدرجوها في إطار إسنادهم لحركة حماس وغزة.
في حين هدّدت إسرائيل قبل نحو أسبوعين باستهداف قادة الحوثيين بعد أن قصفت ميناءين تابعين لهم.
لكن جماعة الحوثي صعّدت من تهديداتها وأعلنت "بدء العمل على فرض حظر بحري" على ميناء حيفا الإسرائيلي، محذّرة السفن المتّجهة إلى هذا المرفق من أنه بات "ضمن بنك الأهداف".