بعد سبع سنوات من الإغلاق عادت الحياة تدب في الشريان الحيوي الذي يربط الضالع بصنعاء. ومع عودة حركة السير، تتجه الأنظار اليوم إلى مشروع حيوي آخر طال انتظاره: الطريق الدائري في مدينة الضالع. مشروعٌ كان يُفترض أن يكون طوق نجاة من الازدحام، لكنه بقي حبيس الأدراج ووعود المسؤولين البراقة!
يُعد هذا المشروع عصب الحياة في الضالع؛ فهو ليس مجرد طريق، بل هو الحل الأمثل لفك الاختناق المروري الخانق داخل المدينة. ومع تدفق الشاحنات والمركبات من وإلى المحافظات الجنوبية والشمالية، أصبحت شوارع الضالع أشبه بـساحة انتظار عملاقة، مما يعرقل حركة التجارة، ويهدر الوقت، ويُفاقم معاناة المواطنين يوميًا.
على الرغم من أهميته القصوى، يُعاني هذا المشروع من إهمال مزمن، وتحول إلى قضية متكررة على ألسنة المسؤولين وصناع القرار دون أي تقدم ملموس. ما الذي يعيق هذا المشروع الحيوي؟ الإجابة تتلخص في جملة من الأسباب، أبرزها: ضعف التمويل أو غيابه تمامًا: لا توجد ميزانية مخصصة تضمن استمرارية العمل. كذالك الخلافات على مسار الطريق: نزاعات مستمرة تعطل البدء في استكمال التنفيذ، وغياب الإرادة السياسية: يبدو أن هذا المشروع ليس ضمن أولويات صناع القرار. بالإضافة إلى تغييب الجهة التنفيذية: لا توجد جهة واضحة تتبنى المشروع بجدية وتضعه على رأس أولوياتها.
إن تأخر استكمال الطريق الدائري ليس مجرد تأخير في تنفيذ مشروع فحسب بل هو عرقلة حقيقية لمسيرة التنمية الشاملة في الضالع. إنه يؤثر بشكل مباشر على جودة حياة الناس، ويعيق النمو الاقتصادي، ويُظهر تجاهلًا صارخًا لاحتياجات المحافظة.
نُناشد السلطات المحلية والجهات المعنية إلى مضاعفة الجهود لإعادة إحياء هذا المشروع. المطلوب ليس وعودًا جديدة، بل خطوات عملية وميزانية واضحة لإنجازه على المدى القريب. فالضالع تستحق أن تتنفس، ومواطنوها ينتظرون من يضع حدًا لمعاناتهم اليومية!