أهالي وادي حمراء يشقون طريقهم بأيديهم بعد تجاهل دام عقوداً!
في غياب الدولة.. مبادرة شعبية تنتصر على الإهمال في وادي حمراء
صرخة من قلب المعاناة: 25 كيلومترًا من العذاب اليومي في أبين
معاناة عمرها ثلاثون عامًا تنفجر بمبادرة مجتمعية في المحفد
طريق منسي بين الجبال يهدد حياة 20 ألف مواطن
أبناء المحفد يكسرون الصمت ويردمون طريق الموت بأيديهم
الطريق الذي ابتلع الوعود.. أهالي وادي حمراء يرفعون الصوت
ردم الطريق بالإيمان لا بالإمكانات.. قصة صمود جنوبية ملهمة
مشروع إنساني يعيد الأمل إلى قُرى وادي حمراء
طريق بطول 25 كم يختصر عقودًا من العذاب اليومي
وسط تجاهل دام لعقود طويلة من قبل الجهات الرسمية، أطلق أهالي وادي حمراء في مديرية المحفد بمحافظة أبين مبادرة مجتمعية إنسانية تهدف إلى ردم وتسوية الطريق الوعر المؤدي إلى قراهم، في محاولة لإنهاء معاناة مزمنة أنهكت السكان وأثقلت كاهلهم.
طريق من الألم اليومي.. وغيابٌ حكوميٌ صارخ
طريق لا يتجاوز طوله 25 كيلومترًا، لكنه اختصر معاناة عشرات السنين لعشرات الآلاف من السكان في أكثر من 15 قرية مترامية الأطراف على امتداد الوادي. سنوات من الألم، والانتظار، والوعود الحكومية الكاذبة، دون أي تحرك جاد أو تنفيذ لمشروعات حيوية يمكن أن تخفف عن المواطنين عبء التنقل اليومي وسط تضاريس وعرة وظروف مناخية قاسية.
مع كل موسم أمطار، يتحول الطريق إلى مستنقع من الوحل والمياه الراكدة، تتعطل معه الحركة كليًا، فتُحتجز المركبات، وتتوقف الحياة، ويُحرم المرضى والحوامل من الوصول إلى المراكز الصحية، بينما تتلف المحاصيل في مزارعها لعدم القدرة على نقلها للأسواق.
الناس تعبوا.. فتحركوا
في ظل العجز الحكومي، بادر أبناء الوادي في العام 2023 إلى إطلاق مبادرة شعبية، شكلوا خلالها لجانًا مجتمعية لجمع التبرعات، واستطاعوا بالفعل ردم وتسوية ما يقرب من 4 كيلومترات من الطريق في أكثر المواقع تضررًا، بمشاركة مجتمعية شملت أبناء المديرية من الداخل والمهجر، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
د. عبد الله جعيرة: المشروع حلم مؤجل.. ومعاناة مستمرة
يؤكد الدكتور عبد الله علي جعيرة، أحد أبناء الوادي، أن "طريق وادي حمراء – لباخة – فرع الجرة"، رغم قصره، يعتبر من أكثر الطرق وعورةً وخطورة في محافظة أبين، حيث تمر عبره يوميًا آلاف المركبات والأهالي، دون وجود أي ملامح لحل جذري. ويشير إلى أن وزارة الأشغال العامة كانت قد اعتمدت دراسة فنية لتمهيد 7 كيلومترات من الطريق، ولكنها لا تزال حبيسة الأدراج، دون تنفيذ أو تحرك ملموس.
الشيخ عبد ربه لقرع: الطريق مسؤولية إنسانية قبل أن تكون خدمية
الشيخ عبد ربه سالم لقرع، عضو اللجنة المشرفة على المبادرة، شدد على أن الوضع بات لا يُحتمل، والمماطلة لم تعد مقبولة، مطالبًا السلطة المحلية ووزارة الأشغال بسرعة تنفيذ الجزء المعتمد من المشروع. وأكد أن ردم الطريق الحالي لا يعدو كونه حلاً مؤقتًا، بينما يبقى الطريق الجديد المعتمد هو الأمل الحقيقي لأبناء المنطقة.
كما وجّه مناشدة للمنظمات الدولية والجمعيات الخيرية ورجال الخير بدعم المبادرة، عبر الحسابات المخصصة للمشروع في بنوك القطيبي، أبو سند، والكريمي، باسم الشيخ صالح علي سالم أبوبكر.
قوات الحزام الأمني: دعمٌ يستحق التقدير
أشاد الشيخ لقرع بالدور الإيجابي لقوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في دعم وإنجاح المشروع المجتمعي، مؤكدًا أن هذا الدعم أسهم في تخفيف المعاناة وخلق حافز للأهالي على الاستمرار.
الشيخ طعموس: نحتاج دعمًا لاستكمال المشروع
من جانبه، أكد الشيخ يسلم علي طعموس الحمصي، المشرف الميداني للمبادرة، أن تكاتف الأهالي كان الركيزة الأساسية في انطلاقة المشروع، مشيرًا إلى أن المبادرة بحاجة ماسة إلى دعم مالي ولوجستي من الجهات الرسمية والخاصة، داخل البلاد وخارجها، لاستكمال ما تبقى من مراحل المشروع الذي سيعود بالنفع على أكثر من 25 ألف نسمة.
الشيخ جعيرة: لدينا توجيهات رسمية منذ عقود.. لكنها حبيسة الأدراج
في ختام الاستطلاع، أشار الشيخ صالح جعيرة أبو صفوان، الأمين المالي للمشروع، إلى وجود توجيهات رسمية باعتماد الطريق منذ ما قبل الوحدة، مرورًا بتوجيهات رئاسية ووزارية حديثة، شملت إجراء مسح هندسي لسبعة كيلومترات ونصف. وأكد أن الطريق أصبح معتمدًا رسميًا ضمن خطط الوزارة، ولكن التنفيذ لا يزال مرهونًا بالتمويل، والذي يُنتظر أن يأتي من البنك الدولي أو المنظمات الدولية.
الطريق ليس مجرد حاجة.. بل ضرورة إنسانية وتنموية
الشيخ جعيرة ختم قائلًا: "وادي حمراء غني بالثروة الزراعية والحيوانية، وهو رافد مهم للأسواق المحلية والمجاورة بأجود المحاصيل والمواشي والعسل. سفلتة الطريق ليست فقط لراحة الأهالي، بل مشروع تنموي متكامل يخدم المنطقة بأسرها، ونأمل أن تجد مناشدتنا آذانًا صاغية وقلوبًا واعية".