تقرير : غلاء الأسعار يسرق من الجنوبيين فرحة عيد الأضحى .. واقع معيشي خانق.. ومواسم بلا فرحة
الأمناء نت / تقرير - فاطمة اليزيدي :

- أطراف سياسية نافذة تُمعن في تعقيد الأوضاع في الجنوب.
- تخوفات إقليمية ودولية من تحوّل الجنوب إلى قوة صاعدة في المنطقة.
- المجلس الانتقالي الجنوبي يتحرك لكسر حالة الجمود الاقتصادي.
- تفشي الفساد الحكومي يعطل جهود تحسين الخدمات الأساسية.
- هل وصلت الشراكة بين الانتقالي والحكومة إلى طريق مسدود؟-

تشهد العاصمة عدن ومحافظات الجنوب موجة ارتفاع غير مسبوقة في أسعار السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية، وسط انهيار متواصل للعملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، مما دفع بالمواطنين نحو حافة المجاعة.

ورغم التصريحات المتكررة للحكومة بشأن "الإصلاحات الاقتصادية"، إلا أن الواقع يعكس انهيارًا مستمرًا في مختلف جوانب الحياة، وزيادة معدلات الفقر والبطالة، وسط تفشٍ واسع للفساد وغياب المعالجات الفعلية.


عيد الأضحى بلا أضاحٍ.. أسعار المواشي تقفز إلى أرقام خيالية

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، واجه المواطنون في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية صدمة جديدة، تمثلت في الارتفاع الكبير في أسعار الأضاحي، ما جعل الكثيرين يعجزون عن شراءها هذا العام.

ووصلت أسعار الخراف المحلية إلى ما بين 300 و450 ألف ريال، فيما تجاوزت أسعار الأبقار حاجز المليون ريال، وسط غياب أي رقابة حكومية على الأسواق. ويؤكد مراقبون أن أزمة ارتفاع الأسعار تتكرر سنويًا، لكنها في 2025 تبدو أكثر قسوة من أي وقت مضى، خصوصًا في ظل تراجع المساعدات الدولية وغياب أي مؤشرات على تعافٍ اقتصادي قريب.

وبات "الدجاج" مرشحًا ليكون "أضحية الفقراء" هذا العيد.

أزمة غاز خانقة تعود مجددًا في عدن

بالتوازي، تعيش مدينة عدن أزمة حادة في توفر الغاز المنزلي وغاز السيارات، ما أدى إلى طوابير طويلة أمام محطات التعبئة، وسط اتهامات لأطراف متنفذة بافتعال الأزمات وخنق العاصمة.

ويقول مواطنون إن الأزمة تصاعدت خلال الأيام الماضية دون أن تقدم الجهات المعنية حلولًا فعلية، في ظل أوضاع معيشية متدهورة، حيث تمثل أية أزمة في الطاقة أو الوقود ضربة مباشرة لأساسيات الحياة اليومية.

الجنوب بين تطلعات شعبية ومخاوف دولية من نهوضه

في ظل الصمت الدولي المطبق، تتواصل معاناة سكان عدن، وسط اتهامات لجهات سياسية بمحاولة استخدام المعاناة الشعبية كورقة ضغط سياسي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي.

وأكدت مصادر خاصة لـ"عدن 24" أن بعض القوى تستغل تدهور الأوضاع لفرض تسويات سياسية، وتهدف إلى خلق فجوة بين المجلس الانتقالي وشعب الجنوب، في محاولة لإضعاف الموقف الجنوبي.

وتابعت المصادر أن هناك جهات إقليمية ودولية تخشى من أن يتحول الجنوب إلى قوة مستقلة ذات قرار سيادي، خصوصًا إذا استعاد مؤسساته، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، وهو ما قد يغير موازين القوى في المنطقة لصالح الجنوب.


المجلس الانتقالي يتحرك: إجراءات طارئة لتخفيف المعاناة

من جانبه، لم يقف المجلس الانتقالي الجنوبي موقف المتفرج، بل باشر باتخاذ خطوات عاجلة لتخفيف المعاناة عن المواطنين.

ومن أبرز هذه الخطوات: توجيه كميات من النفط من محافظتي حضرموت وشبوة إلى عدن لتشغيل محطات الكهرباء، وتشكيل لجنة طوارئ لمواجهة تدهور الأوضاع الاقتصادية.

ويرى محللون أن المجلس الانتقالي يبذل جهودًا فعلية لتحسين الواقع، في حين تكتفي أطراف في الحكومة بالتنصل من مسؤولياتها، وتعيش نخبها في ترف بعيدًا عن معاناة الشعب.

وحذر الخبراء من أن الأزمة الحالية قد تتطور إلى كارثة إنسانية، إذا لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة وشاملة.

هل وصلت شراكة الانتقالي والحكومة إلى نهايتها؟

أمام التدهور المستمر، تزداد التساؤلات حول جدوى استمرار الشراكة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة، خصوصًا في ظل غياب أي التزام حكومي واضح تجاه المواطنين.

وتؤكد المعطيات أن المجلس الانتقالي يسعى لتحقيق استقرار سياسي واقتصادي في الجنوب، بينما تستمر أطراف أخرى في تأزيم الوضع عبر الفساد والمماطلة.

إرادة جنوبية لا تنكسر

رغم التحديات المتزايدة، يسير المجلس الانتقالي بخطى ثابتة نحو تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي، مستندًا إلى رؤية وطنية واضحة ومبادئ راسخة، تهدف إلى بناء دولة عادلة ومستقرة وشاملة.

ووسط هذه الأزمات، يبقى الجنوب شعبًا وقيادة صامدًا في وجه محاولات الإضعاف، ومصممًا على انتزاع حقوقه وبناء مستقبله على أسس من العدالة والتنمية والاستقلال.

متعلقات
"من نقطة نقيل الربض .. هكذا أشعل الزبيدي شرارة التحرير الجنوبي"
مصلحة خفر السواحل تحذّر من السباحة في سواحل عدن بسبب اضطراب البحر وارتفاع الأمواج
ترامب يوقّع إعلاناً جديداً لحظر دخول مواطني عدد من الدول بينها اليمن
حريق يخرج عن السيطرة قبالة سواحل ألاسكا
ضبط اغذية منتهية الصلاحية واحالة 24 قضية الى القضاء والأمن بشبوة