شلت اشتباكات عنيفة فجرها إخوان اليمن مع قبائل مأرب الأربعاء، الخط الدولي الوصل إلى محافظة حضرموت.
وقالت مصادر قبلية ومحلية لـ"العين الإخبارية"، إن مواجهات عنيفة اندلعت بين رجال القبائل وقوات عسكرية موالية للإخوان في بلدتي "الضمين" و"الراكة" بمديرية وادي عبيدة شرقي محافظة مأرب، حيث تقع أهم الخطوط الحيوية.
وأكدت المصادر أن الاشتباكات التي لاتزال مستمرة على أشدها حتى وقت كتابة هذا الخبر أسفرت عن سقوط أكثر من 30 مصابا من الطرفين في حصيلة أولية، مشيرين إلى استخدام القوات العسكرية الموالية للإخوان طائرات بدون طيار لقصف تجمعات رجال القبائل في "وادي عبيدة".
ما القصة؟
بدأت القصة التي فجرت غضبا لدى القبائل باحتجاز القوات العسكرية الموالية للإخوان مقطورات وشاحنات ثقيلة تقوم بنقل أحجار الرخام من جبل الحجيلي في منطقة الثنية بصافر في مديرية الوادي.
وبرر الإخوان احتجاز شاحنات نقل الأحجار التابعة للقبائل بسبب "النزاع القبلي ووقف التنقيب عن الحديد الصلب في هذه الجبل".
ووفقا لمصادر قبلية، فقد رد رجال القبائل من قبيلتي "آل جلال" و"آل معيلي"، بمنع دخول مقطورات المشتقات النفطية والغاز إلى مدينة مأرب للضغط على الإخوان لإطلاق سراح شاحنات نقل أحجار الرخام.
وأكدت المصادر أن "القوات العسكرية الإخوانية بدلا من الاتجاه لحلول الوساطة واحتواء الموقف، ردت بقمع القبائل باستخدام القوة المفرطة، حيث دفعت بدوريات عسكرية كبيرة بمشاركة جوية مكثفة من الطائرات المسيرة وقصفت مواقع تمركزات القبائل".
وأوضحت أن "رجالا من قبائل عبيدة احتشدوا لمواجهة القوات الموالية للإخوان مما أدى إلى اشتباكات شلت حركة السير أمام المسافرين على الخط الدولي الذي يمر عبر وادي عبيدة ويصل إلى حضرموت".
وساطة قبلية
وعلى وقع الاشتباكات الضارية، قالت المصادر إن وساطة قبلية، يقودها شيوخ من عدة قبائل تدخلت لاحتواء المواجهات وحقن الدماء.
ووفقا للمصادر، فإن "الوساطة لازالت جارية للتواصل لاتفاق بين الطرفين لاحتواء الاشتباكات التي فجرها الإخوان بهدف استنزاف قبائل مأرب المعروفة بأنها آخر حائط صد في مواجهة الحوثيين في المحافظة النفطية وذلك لصالح المليشيات الحوثية المدعومة من إيران".
وليست هذه المواجهة الأولى بين القبائل في مأرب والقوات العسكرية الموالية للإخوان، إذ كانت آخرها في منتصف عام 2023، حين اندلعت معارك عنيفة بين الجانبين أدت إلى مقتل الزعيم القبلي مبارك بن طالب قبل تدخل وساطات لوقف المواجهات الدامية.
كما عمد إخوان اليمن إلى ضرب القبائل بعضها البعض في مأرب كما حدث بين قبيلتي "آل فجيح" و"آل راشد منيف" التابعتين لقبلية "عبيدة" الكبيرة في العام نفسه.
ويسعى الإخوان والحوثيون على حد سواء لاستنزاف قبائل مأرب، كما حدث مع قبائل "مراد" و"جهم" و"الجدعان" و"بني جبر" التي سلم الإخوان مناطقها بـ"خيانات مخزية للمليشيات"، فيما لا تزال قبيلة "عبيدة" حارس عرين سبأ تقاتل بصلابة ضد المليشيات الحوثية والإخوانية، وفقا لمراقبين.