قامت صحيفة "أخبار اليوم" في عددها بنهاية عام 1974، بنشر تفاصيل الوصية التي تركها ملك العود فريد الأطرش قبل وفاته لطباخه الخاص. حينما تدهورت حالة الفنان الموسيقار في آخر أيامه، ونصحه الأطباء بالراحة والبعد عن أي مجهود كبير، لكنه لم يقبل بهذه النصائح لتتدهور صحته أكثر، ويسافر إلى لندن للعلاج لمدة ثلاثة أشهر. كما طالب الأطباء من ملك العود أن ينام كثيرا وأن يبذل مجهودا قليلا، ويأكل أكلا خاصا، وهو عبارة عن خضر مسلوقة بدون ملح، فوافق على هذه النصائح الخاصة بالحمية ما عدا الراحة والعمل. فتعرض لأزمة جديدة أثناء تواجده في لبنان، وطلب من محاميه "محمود لطفي" أن يسافر إليه من أجل أمور هامة..

طلب فريد الأطرش من محاميه الخاص أن يضع بندا في وصيته بتخصيص 100جنيه كراتب شهري لطباخه "شحاتة" الذي عمل معه وخدمه لفترة وصلت لخمسة وعشرون سنة.

وبعد عودة المحامي الخاص بفريد لمصر، صدم عندما علم أن طباخ الأطرش قد توفى بسكتة قلبية. فنقل الخبر للموسيقار الذي قرر أن يكون لصالح أسرة الطباخ الراحل. هذا العمل الخيري ليس بغريب عن فنان شهم أصيل يحس بحرمان المحتاج، ويكافئ من أسدى له خدمة ولو بشربة ماء. تقبل الله أعمال هذا الرجل الإنسان، وجعلها مقبولة في ميزان حسناته.