بقلم /وسيم عارف العبادي
بينما كنت أتصفح إحدى تطبيقات التواصل الاجتماعي في أجواء إجازة عيدية استوقفني فيديو أدمع عيني لامرأة تحمل بين يديها ملابس ابنها الشهيد الملطخة بالدماء وترفع يدها بعلامة النصر أو الموت..
لحظة اختلطت فيها مشاعر الفخر بالألم، والعز بالشقاء، وبينما نظرت إلى وجهها الصابر حملني المشهد إلى واقعنا المأساوي إلى وطننا الذي يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة فسادٍ عفنٍ خيم على عتبات حكومة بائسة لا همّ لها سوى مصالحها الضيقة..
قهرت قهراً عظيماً على أم الشهيد، وقهرت أكثر على وطنٍ قدم قوافل الشهداء من أجل حياة كريمة لأبنائه ثم خانهم الزمن وخانتهم القيادة الشهيد الذي ارتقى مبتسماً لأجل أجيال تنعم بالسلام والحرية والكرامة لم يكن يدري أن تلك الأجيال تُسحق اليوم في جحيم العوز والقهر والذل معلمونا بلا حقوق، عملتنا تنهار، وخدماتنا تلفظ أنفاسها، بينما أولئك الذين أقسموا أن يكونوا أوفياء لدم الشهداء ينعمون في أبراجهم العالية في سبات عميق..
اللهم عليك بمن تاجر بدم الشهداء، وبمن خان عهد الوطن، أيها الفجرة والله المستعان على كل من جعل من دماء الشهداء سلعة في بازار السياسة..
هل هذا هو الوفاء للأمانة؟ هل هذا جزاء من ضحوا بأرواحهم لأجل تراب هذا الوطن؟ أين هي قضيتنا الجنوبية التي استشهد من أجلها الأبطال؟ أين أنتم منها اليوم؟
أمركم إلى الله، والله المستعان عليكم.