أثارت هبة مالية مقدمة من قبل المملكة العربية السعودية للقوات اليمنية على شكل إكرامية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز حالة من الجدل والتذمّر في صفوف بعض فروع تلك القوات التي تواجه مشاكل تتعلّق بتعدّدها وتنوّع ولاءاتها وانتماءاتها بشكل يضعف وحدتها الداخلية.
واحتجّ جزء من تلك القوات على عدم نيله نصيبا من الهبة السعودية مثيرا شبهة توزيعها على أسس غير مهنية ومناطقية على وجه التحديد.
وجاء هذا الاحتجاج في غمرة ضجة ثائرة بشأن موضوع ذي صلة بهبات السعودية ومساعداتها للقوات المحسوبة على معسكر الشرعية اليمنية ومتمثّل في ما قال مثيرو تلك الضجة إنّها عمليات احتيال وتلاعب للحصول على أموال من المملكة تحت عنوان مساعدة أسر قتلى وجرحى تلك القوات المتعدّدة.
◄ الضجة حول الإكرامية السعودية جاءت أياما قليلة بعد إثارة جهات لشبهة التلاعب بأموال تخصصها المملكة لمساعدة أسر قتلى وجرحى القوات المتعدّدة التابعة للشرعية اليمنية
وأعلنت القيادة العسكرية المشرفة على لجان صرف إكرامية الملك سلمان عن الشروع في توزيع الأموال المخصصة لها على جملة من منتسبي مناطق عسكرية ليس من بينها المنطقتان الثانية التي مقرها مدينة المكلى مركز ساحل حضرموت والرابعة التي مركزها عدن وكلتاهما تداران بشكل رئيسي من قبل قيادات عسكرية جنوبية ما جعل البعض يحتج بأن “الشماليين” يستأثرون بأموال الهبة السعودية.
وإثر ذلك طالب منتسبو المنطقة العسكرية الرابعة الجهات المختصة في الحكومة اليمنية والتحالف العربي بسرعة صرف إكرامية الملك سلمان لمنتسبي المنطقة، أسوة ببقية المناطق العسكرية التي تتسلم هذه الإكرامية بشكل منتظم منذ سنوات.
وقال جنود وضباط إن المنطقة العسكرية الرابعة لم تتسلّم الإكرامية مطلقًا منذ بدء صرفها، رغم أنها تُعد من أبرز المناطق التي قدّمت تضحيات كبيرة في معركة استعادة المناطق من الحوثيين وكان لها دور فاعل في تثبيت الأمن في المحافظات المستعادة.
ونقلت صحيفة “عدن الغد” المحلية عن هؤلاء المنتسبين قولهم إنّ عدم صرف الإكرامية يُعد تمييزا صارخا لا يستند إلى أي معيار عادل ويُقابل باستغراب واسع في أوساط المقاتلين الذين يقفون في الصفوف الأمامية دفاعا عن الجمهورية.
وقال أحد الضباط في تصريح للصحيفة ذاتها “نحن لا نطالب بامتيازات بل نطالب بالعدالة فقط، فليس من المعقول أن تتسلّم المناطق الأخرى الإكرامية، بينما نحن محرومون منها تماما منذ سنوات، وكأن تضحياتنا لا تُحتسب.”
ودعا منتسبو المنطقة العسكرية الرابعة القيادة العسكرية ووزارة الدفاع إلى التدخل العاجل لإنهاء هذا الحرمان مؤكدين أن صرف الإكرامية لهم هو حق مشروع وواجب أخلاقي يجب الإيفاء به، تقديرا لجهودهم وتضحياتهم في سبيل استعادة مؤسسات الدولة.
◄ منتسبو المنطقة العسكرية الرابعة طالبوا الجهات المختصة في الحكومة اليمنية والتحالف العربي بسرعة صرف إكرامية الملك سلمان لمنتسبي المنطقة، أسوة ببقية المناطق العسكرية
وجاءت الضجة الحالية حول الإكرامية السعودية أياما قليلة بعد إثارة بعض الجهات لشبهة التلاعب بأموال تخصصها المملكة لمساعدة أسر قتلى وجرحى القوات المتعدّدة التابعة للشرعية اليمنية.
وتوجهت الاتهامات الصادرة عن مكاتب “دوائر الشهداء والجرحى” في محافظات عدن وأبين وشبوة ولحج والضالع، إلى قيادات عسكرية عليا قالت تلك المكاتب في بيان إنّها تلجأ إلى التزوير لتستجلب دعما ماليا من المملكة وتدعي توزيعه على مستحقيه من أسر هؤلاء القتلى والجرحى دون أن تحصل الأسر على أي شيء من ذلك الدعم.
ونفت المكاتب المذكورة في بيان بشكل قاطع “ما يُروّج له عبر بعض الجهات منها هيئة الأركان في مأرب بشأن صرف مكرمات سعودية لأسر الشهداء والجرحى في المحافظات المحررة.”
وأكّد القائمون على مكاتب الشهداء والجرحى في المحافظات الجنوبية المذكورة أنّ الإكرامية السعودية لم تصل إلى تلك المحافظات منذ سنوات، رغم الإعلان المتكرر عن صرفها عبر لجان تتبع قيادة هيئة الأركان في مأرب.
وكشفوا عن معلومات وصلت إلى مكاتبهم تؤكّد وجود ختم رسمي لكل محافظة جنوبية داخل مأرب يتم من خلاله رفع طلبات دعم إلى السعودية باسم المحافظات الجنوبية دون أن يُصرف لها أي شيء يُذكر من ذلك الدعم.
ووصفوا ذلك بأنّه “انتحال واضح للصفة وتزوير للواقع ونهب ممنهج باسم الشهداء والجرحى وأسرهم، وهو ما يُشكّل جريمة يعاقب عليها القانون.