أكد المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، وجود إجماع إقليمي واسع على أن التسوية التفاوضية هي السبيل الوحيد لإنهاء النزاع في اليمن وتوفير الضمانات اللازمة لاستقرار المنطقة.
وأشار غروندبرغ خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي إلى أنه أجرى خلال الشهر الماضي مشاورات مع ممثلين عن مصر وإيران وسلطنة عُمان والسعودية والإمارات، موضحًا أن جميع الأطراف عبرت عن دعمها لحل سلمي شامل يقوم على المفاوضات.
ودعا المبعوث الأممي جماعة الحوثيين إلى السماح للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا باستئناف تصدير النفط والغاز، والذي توقف منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، مؤكدًا أن ذلك يمثل خطوة ضرورية لتخفيف المعاناة الاقتصادية والإنسانية في البلاد، إلى جانب تسهيل تدفق السلع دون عوائق.
وفي إحاطته، حث غروندبرغ الأطراف اليمنية، على استئناف اللقاءات الخاصة بملف إطلاق سراح المعتقلين على خلفية النزاع، مشيرًا إلى أن هذا الشهر يصادف مرور عام كامل على آخر اجتماع في هذا السياق برعاية الأمم المتحدة، مجددًا دعوته إلى المضي قدمًا وفق مبدأ "الكل مقابل الكل" المتفق عليه.
ووصف غروندبرغ استمرار احتجاز عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في منظمات غير حكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية لدى جماعة الحوثيين بأنه "أمر مشين"، مطالبًا بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، مشيرًا إلى أنه سيثير هذه القضية في كل مناسبة تتاح له.
وفي سياق التطورات الميدانية، أشار المبعوث الأممي إلى هشاشة الجبهات في مناطق عدة، وخصوصًا في مأرب، حيث وردت تقارير عن تحركات عسكرية واندلاع اشتباكات متقطعة، داعيًا الأطراف اليمنية إلى تحمل المسؤولية المشتركة والعودة إلى مناقشات وقف إطلاق النار.
وفي ما يتعلق بالتصعيد الإقليمي، لفت غروندبرغ إلى أن جماعة الحوثيين شنت هجمات طالت أهدافًا في إسرائيل، بينها مطار بن غوريون، بينما ردت إسرائيل بغارات على ميناءي الحديدة والصليف ومطار صنعاء، داعيًا الطرفين إلى حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وأشاد المبعوث بإعادة فتح طريق الضالع، واصفًا ذلك بأنه نموذج لما يمكن تحقيقه من خلال جهود محلية بناءة، معربًا عن أمله في أن يسهم هذا التقدم في فتح مزيد من الطرقات وتحقيق خطوات ثقة إيجابية تعزز الاقتصاد.
وعبر غروندبرغ عن قلقه إزاء استمرار ما وصفه بقمع جماعة الحوثيين لأصوات المجتمع المدني، مشيرًا إلى موجة اعتقالات جديدة طالت صحفيين وشخصيات عامة في محافظة الحديدة الساحلية. كما أشار إلى تنامي الاحتجاجات النسائية في محافظات عدن وتعز ولحج وأبين للمطالبة بالحياة الكريمة وصرف الرواتب.
واختتم غروندبرغ إحاطته بالتأكيد على أهمية البناء على التراجع الأخير في الأعمال العدائية في البحر الأحمر، والعمل على خارطة طريق تؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتدابير اقتصادية جوهرية، وعملية سياسية جامعة، محذرًا من أن ثمن التقاعس سيكون باهظًا في ظل استمرار الانقسام والانهيار الاقتصادي والمعاناة الإنسانية.