كتب : فضل مبارك
بعيدا عن العواطف أو المواقف المتشنجة التي تنطلق من تصفية حسابات سياسية أو مماحكات ، ولا تاخذ بالجوانب الموضوعية إنسانيا وأمنيا واقتصاديا أيضا ..
مرت خمسة أيام منذ التقى محافظ ابين ابوبكر حسين بوفد الرايات البيضاء التابع لجماعة الحوثي ، ولم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من السلطة المحلية بالمحافظة بشأن فتح الطريق ، وحتى الإعلام الرسمي وإعلام المحافظة تجنب بث خبر عن هذا اللقاء ومادار فيه واسفر عنه من فحوى المناقشات وهذا أمر غريب ، وما وصل إلينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي كان من الطرف الآخر الذي نقل من وجهة نظره مافهمه او فسره من حديث المحافظ .
ماهو واضح من توجيهات المحافظ تكليف مكتب الاشغال للنزول وعمل تقرير عن وضع الطريق واحتياجات الترميم وإعادة التأهيل وهي خطوة أرى فيها استباقا من المحافظ في حال صدور توجيهات بفتح الطريق تكون عنده الرؤية لمتطلبات الفتح ولم يكن هناك قرارا واضحا لانه ليس بيده .
قيادة أمن المحافظة استبقت لقاء المحافظ مع مايسمى بوفد الرايات البيضاء واعلنت فيه موقفها ورأيها بوضوح ...
المجلس الانتقالي من خلال لقاء قيادته امس الاول بوفد ظم عشرة أشخاص على أساس يمثلون محافظة أبين حدد موقفه بأن أمر فتح الطريق يعود على السلطات المحلية نفسها إذا رأت في نفسها القدرة وفق ما يتوفر لديها من قوات عسكرية وأمنية لتتولى حماية وتأمين الطريق ومنع أي اختلالات فهي من تقرر وتتحمل المسؤلية .. وهذا شرط أعتقد أن سلطات أبين لاتقوَ عليه . وهو هروب أكثر منه تحديد موقف مسؤول لأن قيادة الانتقالي تعرف حجم وإمكانيات القوات العسكرية في أبين .
الوحدات العسكرية في المنطقة حتى اللحظة تتفرج على الموضوع من بعيد دون أن تبدي رأيا واضحا من قدرتها على تأمين وحماية الطريق وفق ماهو متاح لديها من إمكانيات وتجهيزات عسكرية ..
فيما اصوات أخرى لإبعاد الحرج ورمي المسؤولية على طرف آخر تطالب باستقدام لواء من قوات العمالقة للقيام بهذه المهمة وهو أمر لا تؤيده القيادة العسكرية الحكومية ولا حتى الانتقالي ..
وبذلك فإن كثير من التعقيدات تقف حائلا في موضوع فتح الطريق ناهيك عن هروب كل طرف وعدم قدرة الأطراف اليمنية ( محلية سلطة أبين أو حكومية أو مجلس انتقالي )على اتخاذ أي قرار لأن قرار مثل هذا ليس بالأمر السهل ..