الشعوب العربية شعوب واعية، ومدركة للأحداث التي تمر بها الأمة، في ظل الحرب الإسرائيلية الإيرانية.
فلا خوف على شعبنا في دول مجلس التعاون الخليجي، الذي يتوحد نسيجه الإجتماعي مع قياداته السياسية، التي كونت مجتمعات الخليج العربي، فالتلاحم بين القيادة والشعب نراه في ابهى صوره عبر التاريخ، وأزمة الخليج والإحتلال العراقي للكويت 1990 ليست خافية عن الجميع، حين هب أبناء الخليج زرافات ووحدانا للدفاع عن أوطانهم وقيادتهم السياسية، وهذا أمر بديهي رضعته شعوبنا أجيال وأجيال، فهذا ما يأمرنا به الدين الإسلامي الحنيف وعروبتنا، فطاعة ولاة الأمر جزء من تكويننا وثقافتنا في الخليج العربي .
وتبقى هناك أصوات نشاذ، تنكرت لقيمها وقادتها ودينها وعروبتها، أثناء ما سمي بالربيع العربي ( الخراب العربي)، والتي تتحدث عبر السوشل ميديا ومواقع التواصل الإجتماعي، من بريطانيا والدول الغربية، بتحليلات بعيدة عن الواقع حول الأزمة بين إسرائيل وإيران، هذه أصوات شاذة هاربة من العدالة في دولها الخليجية، وحكامنا وقادتنا في الخليج لديهم من الدراية وبعد النظر ما يفوق تجاوز كل الأزمات، فمنذ القرن الخامس عشر الميلادي كم مر على الخليج من إحتلال برتغالي إلى إستعمار بريطاني، وما تلاها من حروب تكسرت جميعها أمام صلابة العود الخليجي الأصيل .
ونوجه النداء إلى إخواننا في الخليج والدول المجاورة، فالعراق بلد الحضارات والشعب العربي الأصيل، ورغم الظروف التي يمر بها وتواجد الميليشيات المسلحة على أرضه، والتي ينادي بعضها بالولاء لإيران، إلا أن صوت العقل لدى العراقيين، أكبر من أن ينخرط في هكذا مؤامرات، قد تؤدي إلى تقويض أمن العراق البلد العزيز على كل العرب .
وفي يمن الحكمة والإيمان، يظل الحوثي ظاهرة شاذة عن شعب الأصالة والحضارة والتاريخ، فهو لا يستطيع أن يحرك ساكنا، ناهيك عن إعلامه في مساندته لإيران، وهو أهون من بيت العنكبوت أن يغلق مضيق هرمز كما يدعي، فهذا ممر تجاره عالمي، لا يستطيع الحوثي ولا غيره من تهديد الأمن في باب المندب والبحر الأحمر .
وفي لبنان قبلة العرب أجمعين، سقط حزب الله وزعيمه حسن نصر الله ومقولته "هدفنا أن يكون لبنان جزء من ولاية الفقيه" فأين لبنان من هذه السفاهة التي تم وأدها مع صاحبها، ليظل لبنان عبر التاريخ، بلد التعايش السلمي بتنوع ثقافاته وطوائفه منذ إستقلاله عام 1943، والميثاق الوطني الذي نظم أسس الحكم، وإتفاق بشارة الخوري ورياض الصلح، الذي وحد كلمة أبناء الشعب اللبناني العربي الأصيل .
وآخر دعوانا أن يجنب الله العلي القدير بلداننا العربية ويلات الحروب والكوارث اللهم آمين .