سلّط أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثيين، خلال السنوات الماضية، بحق النساء وآلاف المعتقلين والمخفيّين قسرياً في السجون والأقبية السرية الواقعة في مختلف المناطق الخاضعة للجماعة.
وكشفت منظمة «التحالف النسائي من أجل السلام» في اليمن عن مواصلة الجماعة الحوثية احتجاز مئات النساء في سجون ومعتقلات سرية تابعة لها، في ظل ظروف معقدة وغير إنسانية.
وعدّ «التحالف الحقوقي الممارسات الحوثية ضد المعتقلات والمخفيات قسرياً انتهاكاً صارخاً لحقوقهن الأساسية»، مؤكداً أن ذلك يأتي ضمن نمط من التعذيب المنهجي والقمعي الذي تتعرض لها النساء في سجون الانقلابيين.
ووصفت المنظمة الحقوقية، في بيان لها، معتقلات النساء العلنية والسرية في المناطق تحت سيطرة الجماعة الحوثية بـ«نقاط سوداء» في سِجل انتهاكات حقوق الإنسان.
تجمُّع لمسلّحين حوثيين بصنعاء (إ.ب.أ)
وأكدت أن تلك السجون لا تزال تشهد ممارسات تعذيب متنوعة، منها الضرب الشديد والعنف الجنسي والحرق والحرمان من الطعام والدواء والصدمات الكهربائية، وغيرها.
ودعا البيان الحقوقي المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل العاجل لإنقاذ المعتقلات في السجون الحوثية. وطالب بممارسة كل أشكال الضغط على الجماعة لإطلاق سراح جميع المعتقلات، ووقف جميع أشكال التعذيب والمعاملة القاسية.
على وَقْع استمرار الانتهاكات الحوثية ضد اليمنيين، وثّقت منظمة «رايتس رادار» الحقوقية وقوع نحو 1781 حالة تعذيب وسوء معاملة في السجون غير القانونية باليمن، شملت 31 امرأة و61 طفلاً، وأسفرت عن وفاة 324 حالة؛ بينهم امرأتان و12 طفلاً، جرى تسجيلها في الفترة من 2014 حتى نهاية العام الماضي.
وأعلنت المنظمة، في بيان لها، مسؤولية جماعة الحوثيين عن ارتكاب أكثر من 1600 انتهاك، وعن 97 في المائة من حالات الوفاة الناتجة عن التعذيب أو الإهمال الطبي، مؤكدة استمرار الانقلابيين في إخفاء مئات المختطَفين قسراً.
دورية حوثية بأحد شوارع صنعاء (الشرق الأوسط)
وبلغ عدد المعتقلين - وفقاً للمنظمة - نحو 25600 شخص، احتُجزوا في 727 سجناً ومكان احتجاز في 18 محافظة يمنية، حيث تصدرت العاصمة المختطَفة صنعاء القائمة من حيث عدد حالات التعذيب والوفاة، تلتها محافظة الحديدة، ثم محافظة إب.
ودعت منظمة «رايتس رادار»؛ ومقرها لاهاي، إلى وقف فوري للتعذيب والانتهاكات، في الوقت الذي طالبت فيه المنظمة الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، إلى زيارة السجون ومراكز الاحتجاز، خصوصاً في مناطق سيطرة جماعة الحوثي؛ للوقوف على أوضاع المحتجَزين وتقديم الدعم الإنساني والصحي والنفسي لهم.