( التعليم بين الإضراب والإكراه... ومدارس خاصة تجني الثمار بينما جيل بأكمله يضيع.)
في ظل الأزمات المتكررة، يقف التعليم اليوم أمام معادلة خطيرة: المعلم يضرب، والدولة تكره، والمدرسة تغيب. وبين هذا وذاك، لا تضيع الحصص فقط، بل يضيع جيلٌ بأكمله.
المعلم الذي يطالب بحقوقه يُتهم بالتمرد، ومن يصر على البقاء في الصفوف بلا مقابل يُستنزف بصمت. أما الدولة، فتسعى لإجبار العملية التعليمية على الاستمرار بأي وسيلة، حتى وإن أصبحت شكلية خالية من الروح.
لكن الخطر الحقيقي لا يظهر في دفاتر الحضور، بل في الشوارع، حيث يجد الشباب أنفسهم بلا هدف ولا توجيه، فـتتحدث المخدرات، وتكثر العصابات، وينشط الفراغ القاتل. الفراغ لا يرحم، وهو أذكى من أن يترك أبناءنا دون بديل!
وفي الخلفية، تزدهر المدارس الخاصة. ترفع أسعارها وتستغل الأزمة، لتتحوّل من خيار إلى ملاذ لمن استطاع إليه سبيلًا. أما أبناء الفقراء، فيقفون خلف الأسوار، بلا تعليم، بلا أمل، وربما بلا مستقبل.
فهل هذا ما نريده؟
هل تُحل أزمة التعليم بالقوة، أو بالتجاهل، ؟
حلول مقترحة:
------------------------
1. فتح حوار حقيقي مع المعلمين والاعتراف بمطالبهم المشروعة.
2. صرف المرتبات بانتظام وتحسين بيئة العمل التعليمية.
3. محاسبة المدارس الخاصة التي تستغل الأزمات وتقييد أسعارها.
4. مشاركة المجتمع المدني والقطاع الخاص في دعم التعليم الحكومي.
5. تطوير خطة طوارئ تعليمية تضمن استمرار التعلم دون المساس بحقوق العاملين.
خاتمة:
الإضراب ليس جريمة، لكنه إنذار.
والإكراه ليس حلاً، بل هروب من الحقيقة فحينما يُغلق باب الحوار، وتُفتح المدارس بالقوّة، لا نعلّم أبناءنا النظام، بل ندرّسهم درسًا قاسيًا في القمع... وعندها فقط، تسكت الحكمة ويتكلم الخطر.
*** إنه ليس مجرد إضراب ..أنه جرس انذار لوطن بأكمله .
كتب /
منى علي سالم البان
يوليو 2025