في ضل متغيرات الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة ، وسيناريو الصراع الإيراني الإسرائيلي في المنطقة الذي دخل مرحلة المواجهة والصدام المباشر ، يبرز أمام القارئ عدة تساؤلات حول مستقبل الأزمة في الشرق الأوسط ...؟!
بعد أن تجاوزا طرفي الصراع مرحلة التكتيكات الحربية ، إيران التي أنتشرت في أربع بلدان عربية واغرقتها في أزمات طويلة الأمد وصراعات طائفية مدمره، أصبحت اليوم تعاني الأزمة وتذوق مرارة الكأس في مشهد دراماتيكي متسارع .
سقط نظام بشار الأسد في سوريا واستطاعت فصائل المعارضة الوصول إلى دفة الحكم ، بعد أن سقط نظام حزب الله في لبنان ، وانحسار اذرعها في العراق واليمن ، فقدت إيران توازنها بعد أن أثارت الرعب في المنطقة ، في الوقت الذي تغيرت فيه الاستراتيجية الحربية لدى إسرائيل بعد أحداث 7 اكتوبر وأصبحت قادرة على إنهاء المهددات التي تهدد بها إيران ومنها الملف النووي وبنية الطاقة والإستراتيجية العسكرية لإيران ، وإضعاف نفوذها في المنطقة ، حيث نجحت أسرائيل في تحقيق أهدافها وغايتها في تفتيت وتجزأة العرب وتنفيذ مشروعها الصهيوني في المنطقة .
بمرور الوقت أظهر طرفي الصراع طرف محايد وهو الطرف العربي الكبير ، الأمر الذي يضعنا أمام متغيرات سياسية وعسكرية في المنطقة ، تضع المشروع العربي في الواجهة ، مع نشوب الأزمة والحرب التقليدية بين إيران واسرائيل وتداعياتها في المنطقة ، يبرز أمامنا السؤال الأهم لماذا لا يستفيد العرب من متغيرات الأحداث ولعب دور سياسي أكثر قوة وصلابة ليعود المشروع العربي أكثر قوة وتأثير وذلك بعد انكشاف سيناريو اللعبة الصهيوايرانية في المنطقة التي أمتدت لسنوات ماضية .
لعبت حرب روسيا واكرانيا دورا محوريا في الأزمة التي يشهدها الشرق الأوسط والقت بضلالها على الكثير من التحولات السياسية في المنطقة ، بدءً من سيناريو سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وصمت روسيا وحلفائها مما يحدث ، انهيار أذرع إيران في المنطقة ومنها اليمن بعد تلقي الحوثيين ضربات جوية مشتركة أرغمت الميليشيات على الإذعان للقرارات الدولية والخروج باتفاق مع الولايات المتحدة بوقف تهديد خطوط الملاحة والسفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب .
في إطار الصراع الدولي الذي يشكل فيه الشرق الأوسط دوراً بارزاً ، أين يقف المشروع العربي في ضل متغيرات الأحداث في المنطقة ، مشكلتنا نحن العرب لا نتعمق في دراسة جذور الصراع العربي الإسرائيلي ، ولا نعطي الأهمية الواجبة لمعرفة ما قامت به الصهيونية العالمية والدول الكبرى من تخطيط وما نفذته من أعمال في جميع المجالات .
حتى أقامت دولة إسرائيل على جزء من أرض فلسطين ، وما قامت وتقوم به إسرائيل من توسع تؤيدها الدول الكبرى على وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغرب وتدعمها الصهيونية العالمية منذ إنشائها حتى اليوم - وبذلك يمكننا - نحن العرب - أن نتصور ونتوقع ما يخبئه المستقبل لهذة المنطقة من العالم .
الحقيقة المؤلمة أن إسرائيل تستعد دائماً للحرب وتحشد وتعبئ كل القدرات العسكرية والسياسية والمعنوية لخوضها - بينما نجد أنفسنا - نحن العرب - نفتت جهودنا ونشتت إمكانياتنا الضخمة لاعتبارات سياسية خانقة تضع القيود على هذه الجهود والإمكانات وتجعل من المشروع العربي أسير اللحظة .