رفع عدد من جنود القوات الجنوبية بمختلف تشكيلاتها (الأحزمة الأمنية، العاصفة، الدعم والإسناد، والصاعقة) مناشدة عاجلة إلى سيادة العميد القائد أبو زرعة المحرمي، مطالبين بتدخله لإنهاء معاناتهم المستمرة جراء تأخر صرف مرتباتهم لأكثر من شهرين.
وأشار الجنود في مناشدتهم إلى تدهور أوضاعهم المعيشية إلى حد لا يُطاق، مؤكدين أنهم باتوا يعيشون على وجبة واحدة في اليوم، وبعضهم دونها، وسط غياب أي استجابة من القيادات المعنية، وصمت من الجهات التي يفترض بها الوقوف إلى جانبهم.
وجاء في نص المناشدة:
"مناشدة إلى سيادة العميد القائد/ أبو زرعة المحرمي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن أبناؤك من أفراد القوات الجنوبية – أحزمة أمنية، وعاصفة، ودعم وإسناد، وصاعقة – نرفع إليك هذه المناشدة بقلوب أنهكها الظلم، وبطون باتت خاوية، وبيوت تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم.
لقد ضاقت بنا السبل، وتراكمت علينا الهموم، فلم يعد في بيوتنا ما نقدمه لأطفالنا ونسائنا. نعيش اليوم على وجبة واحدة – بل وأحيانًا دونها – بينما من يُفترض بهم أن يكونوا عونًا لنا، غافلون عنا أو متغافلون.
يا سيادة العميد، إن أملنا بعد الله معقود بك، فأنت القائد الذي نعرف عنه الحزم والعدل، والغيور على أفراده وجنوده. إن تأخير رواتبنا لأكثر من شهرين قد شل حياتنا، وأدخلنا في دوامة من العجز والقلق، في وقتٍ تُصرف فيه المخصصات والنثريات لقيادات لا تلامس معاناة جنودها، ولا تشعر بجوعهم ولا بحاجة أسرهم.
نتساءل بألم: لماذا نحن فقط نعاني؟ لماذا تصرف مرتبات قوات العمالقة، والدرع، والطوارق، ودفاع شبوة بانتظام شهري، بينما نحن في الحزام الأمني – الذين حملنا راية الجنوب منذ البدايات – نصبر كل شهر على أمل، ونصطدم بالخذلان؟
نستلم 500 ريال سعودي بالكاد تكفينا لأيام، في حين أن تشكيلات حديثة تتقاضى ضعف هذا المبلغ. فهل هذا جزاء من ثبتوا وقدموا التضحيات؟ وهل هذه مكافأة من رابطوا في الجبهات وحفظوا الأمن في الداخل؟
لقد طرقنا كل الأبواب، ولكنها أُغلقت، حتى قيادة المجلس الانتقالي ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي، لم تلتفت إلى صراخنا. فلم نجد أمامنا بعد الله إلا أنت، لعل فيك العدل والإنصاف، ولعل صوتك يصل لمن بيده الحل والربط.
سيادة العميد: نناشدك بصوت الجندي المكلوم، والأب العاجز، والمرأة التي تنتظر ما يسد جوع أولادها. نناشدك بأن ترفع معاناتنا وتطالب بحقوقنا، وتضع حدًا لهذا التمييز المجحف، وأن يكون لنا من الإنصاف نصيب كما لغيرنا.
نثق أنك لن تخذلنا، وأنك ستوصل صوتنا، وتجعل من هذه المناشدة بداية لحل جذري يعيد لنا كرامتنا، ويثبت أننا لسنا منسيين.
نسأل الله أن يعينك وينصرك، وأن يكتب لك أجر من فرّج كرب المكروبين، والله على ما نقول شهيد.
أبناؤك وجنودك في القوات الجنوبية"
ويأمل الجنود من القائد المحرمي الاستجابة لمطالبهم الإنسانية، ورفع الظلم عنهم، وإنهاء التمييز في صرف المرتبات أسوة ببقية التشكيلات، مؤكدين ثقتهم في عدالة القيادة وحرصها على إنصاف الجنود الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الجنوب وأمنه واستقراره.