بقلم/نور علي صمد
في ظل العديد من الازمات التي تتعرض لها بلادنا ولاسيما الازمة الانسانية التي تعد من بين الأسوأ في العالم .تحيي بلادنا اليوم العالمي للسكان مع سائر شعوب المعمورة تحت شعار "لنضع حقوق الإنسان في قلب التنمية السكانية"
وفي بلادنا التي تعاني من الحرب منذ أكثر من عقد تتجلى قضية السكان بوصفها مرآة تعكس تعقيدات الواقع الاجتماعي والاقتصادي والإنساني.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة يقدر عدد سكان بلادنا اليوم بأكثر من 34 مليون نسمة غالبيتهم نجدهم من الشباب حيث يعيش قرابة 70% منهم تحت خط الفقر مع محدودية في الوصول إلى الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والمياه النظيفة حيت تفاقمت الأوضاع نتيجة الصراع المستمر مما أدى إلى نزوح الملايين داخليا وخارجيا وتدمير البنية التحتية وتعطل نظم الرعاية الصحية وان كانت المناطق الريفية أكثر تضررا .
فجميعنا يدرك أن السكان هم الثروة الحقيقية لأي بلد في العالم . لكن في بلادنا باتوا ضحايا للنزاعات والفقر والحرمان من الحقوق الأساسية وفي مقدمتهم المرأة اليمنية التي اضحت اليوم من أكثر الفئات تأثرا حيث تشير التقارير إلى ارتفاع معدلات وفيات الأمهات أثناء الحمل والولادة وضعف التمكين الاقتصادي والتعليمي مما زاد من دائرة الفقر والعوز.
كما يشير مختصون إلى التحديات المرتبطة بالنمو السكاني غير المنضبط في ظل غياب سياسات سكانية شاملة. إضافة إلى ارتفاع معدلات الزواج المبكر والانفجار الديموغرافي في بيئة تعاني من شح الموارد.
وعلى الرغم من التحديات التي تعيشها بلادنا تظهر على السطح مبادرات مجتمعية وشبابية تسعى لتعزيز التوعية بقضايا السكان والتنمية وتدعو إلى الاستثمار في التعليم والصحة الإنجابية وبناء قدرات الشباب ليكونوا فاعلين في مستقبل وطنهم.
أن احتفالنا باليوم العالمي للسكان لا يجب أن يكون مجرد تذكير بالأرقام والإحصاءات فقط بل محطة تأمل عميقة في معنى الكرامة الإنسانية وحق كل فرد في العيش الكريم والتعليم، والرعاية الصحية، والمشاركة في بناء مستقبل يسوده السلام والتنمية.
وفي ظل هذا الواقع المرير تبقى الرسالة الأهم: التنمية ليست مجرد مشاريع بل احترام لحقوق الناس فبلادنا رغم كل ما تعانيه من صعوبات جراء الحرب والظروف الاقتصادية الا انها تواقه إلى السلام والتنمية والمحبة والامل بغد مشرق يعيد لها مكانتها