نُقدّر جميعًا لرجل الخير أبو أنس الصافي ما يقوم به من مبادرات طيبة وبصمات مشهودة في العمل الخيري، وهي محل احترام وإجلال من الجميع، وتقديرا لذلك حاز على جائزة العُر للإبداع وخدمة المجتمع (الجائزة التقديرية) للعام الماضي ٢٠٢٤م.
لكنني أود أن أطرح اليوم وجهة نظر قد تختلف مع مبادرته الأخيرة التي دعا فيها لفتح صفحة تبرع لترميم طريق "حبل جبر – يافع"، وهو طريق حيوي يعاني فعلًا من تدهور كبير، وأصبح في حالة يرثى لها ويزداد سوءا في مواسم الامطار، ولا شك أنه يستحق المتابعة والاهتمام .
غير أنني أرى – ومن منطلق محبة وحرص – أن هذا المشروع مدرج ومعتمد رسميا من الدولة، ويقع ضمن صميم مسؤولياتها تجاه البنية التحتية، كما هو الحال في مناطق عديدة من البلاد يجري فيها ترميم الطرقات على نفقة الدولة، فالأَولى أن يُوجَّه الجهد نحو متابعة الجهات الرسمية والضغط على المعنيين للإسراع في تنفيذ المشروع بدلا من تعويم مسؤولية الدولة.
كما أن فتح باب التبرعات في مثل هذه الحالة قد يدفع بالدولة إلى التنصل من التزامها، طالما وجدت من يتولى الأمر بالنيابة عنها. وربما يُحوَّل ما كان معتمدا لطريق "حبل جبر" إلى مناطق أخرى وحجتها أن الطريق أصبح خارج دائرة الأولوية بعد أن تولينا أمر ترميمه، فنوفر لها بذلك حجة تبحث عنها للتخلي عن مسئوليتها.
إنني أنصح أخي أبا أنس الصافي بكل محبة وتقدير أن يُحوّل جهده المبارك في هذا الجانب نحو متابعة الجهات الرسمية، وترك التبرعات لأعمال إنسانية وخيرية لا تدخل ضمن خطط الدولة ولا تحظى باهتمامها، وهي كثيرة ولا تُعد ولا تُحصى، حتى لا نرهق رجال المال والخير، او نجعلهم بديلا للدولة.
أرجو أن يكون طرحي هذا موفقا، وإن كنت مخطئًا فالعذر من الجميع، فهو مجرد رأي، لا يُلزم أحدا، وأرجو أن يُستقبل بسعة صدر، فما دفعني إليه إلا الحرص على ترشيد التبرعات واعمال الخير في الاتجاه الأمثل.
-