هي اليافعية...
بنت الجبل والشمس،
حفيدة السلاسل الصخرية التي لا تنكسر،
جنوبية لا تعرف البيع،
وطنية بالفطرة لا بالمصالح.
نشأت بين أصوات البنادق وصدى الهتاف،
فهي ليست عابرة في درب الوطن، بل واحدة من أوتاده.
والدها… مناضل منذ السبعين،
رجل نحت التاريخ اسمه في ذاكرة الجنوب،
قاتل وقاوم، لا من أجل اسم، بل من أجل الأرض والكرامة.
وكأن روحه تقاسمتها العائلة كلها،
فكل فرد فيها يحفظ سيرة النضال عن ظهر دم.
تربت على حكايات الخنادق لا الحكايات الوردية،
وعرفت أن الحياة لا تعاش بالركوع، بل بالوقوف على حد الألم.
ما كانت يوما محايدة،
في زمن صار الحياد فيه خيانة،
ولا كانت بوقا لأحد،
في زمن صار الصوت الحر خطرا يحاسب عليه.
هي مناضلة،
لا لأنها أرادت المجد،
بل لأن الصمت كان جريمة،
والخوف لا يشبهها.
كلما سقطت راية... رفعتها.
وكلما كسر صوت... دوت هي بالصوت العالي.
هي ابنة الجنوب،
ووريثة نار النضال،
وجزء من سلالة لا تعرف التراجع.
هي لن تتكرر…
وإن تكررت، فستكون جنوبية.