قصة اشتباكات السويداء.. قتلى وجرحى وتعزيزات عسكرية لضبط المشهد
الأمناء /متابعات


اشتباكات تتواصل في محافظة السويداء بجنوب سوريا بين مسلحين دروز وعشائر بدوية، راح ضحيتها 89 قتيلا، مما دفع قوات الأمن إلى إرسال تعزيزات عسكرية لفضّها.


وتواصلت الإثنين الاشتباكات في الريف الغربي للمحافظة ذات الغالبية الدرزية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد أنها تدور "بين مجموعات عشائر البدو وعناصر وزارتي الدفاع والداخلية من جهة، ومسلحين دروز من أبناء السويداء من جهة أخرى».

في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم «دبابات عدة في منطقة قرية سميع، منطقة السويداء، في جنوب سوريا»، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية. وسبق للدولة العبرية أن أكدت أنها ستتدخل لحماية الأقلية الدرزية في حال تعرضها للتهديد.

أتى الإعلان عن القصف الإسرائيلي بعد ساعات من تأكيد السلطات السورية بدء انتشار قواتها في السويداء.

انتشار أمني
وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع السورية، فإن قوات وزارة الدفاع والأمن الداخلي انتشرت في قرية الدور بريف محافظة السويداء، لفض الاشتباك ومنع تفاقم التوتر وضمان حماية المواطنين والممتلكات.

 

وكتب وزير الداخلية أنس خطاب على منصة «إكس» (تويتر سابقا)، أن «غياب مؤسسات الدولة، وخصوصا العسكرية والأمنية منها، سبب رئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة»، معتبرا أن «لا حل لذلك إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها بكل تفاصيلها».

وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا أن تدخل الدولة وفرض هيبة القانون وسلطانه داخل محافظة السويداء بات أمراً ضرورياً ومطلباً شعبياً، نظراً لـ«حالة الفلتان الأمني» الذي شهدته المحافظة طوال السبعة أشهر الماضية، مشدداً على ضرورة الحسم ضد المجموعات الاتي وصفها بـ«المنفلتة» التي تثير الفتن والرعب بين المواطنين.

 

واعتبر الاشتباكات الأخيرة التي حدثت في السويداء «مؤسفة جداً» وحصيلتها بالعشرات بين ضحايا ومصابين، مؤكدا دخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع منذ ساعات الصباح الأولى إلى السويداء وبدأتا بالانتشار داخلها، حيث حصلت بعض الاشتباكات مع المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، «لكنّ القوات تحاول قدر الإمكان ألا يكون هناك أي خسائر أو ضحايا في صفوف المدنيين».

وأشار إلى أن عدداً من قوات الداخلية والدفاع أخطأت الطريق وتعرضت لكمائن من المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، متهما هذه المجموعات المسلحة باستخدام «المدنيين دروعاً بشرية، ومحاولة مصادرة رأي التيار المدني الموجود ضمن محافظة السويداء لصالح أجنداتها الانعزالية».

 

وأكد أن الوضع في المحافظة يذهب باتجاه الحسم لصالح الدولة السورية ضمن الرؤية التي وضعتها الرئاسة، لفرض هيبة الدولة وسلطان القانون على من وصفهم بـ«المتجاوزين».

وكشف المتحدث باسم الداخلية أنه قبل بدء خطة الانتشار الأمني ضمن محافظة السويداء تم التواصل مع «كل الأطراف الفاعلة فيها وإبلاغهم بقرار الدولة بالحسم ضد المجموعات المنفلتة التي تثير الفتن والرعب بين المواطنين، وحولت السويداء إلى أماكن اشتباكات وتصفية حسابات، وبناء عليه تم تطوير خطة الانتشار الأمني ضمن المحافظة التي يتوقع أن تنتهي بشكل كامل عصر اليوم».

 

وفرغت شوارع مدينة السويداء الإثنين من المارّة، فيما شارك عدد قليل من السكّان بتشييع مقاتلين بينما كانت أصوات القذائف والرصاص الناجمة عن اشتباكات في محيطها لا تزال تسمع، بحسب ما أفاد مصوّر فرانس برس.

وقال أبو تيم (51 عاما) وهو من سكان السويداء، لفرانس برس: "عشنا حالة رعب كبيرة، والقذائف كانت تسقط بشكل عشوائي، حركة الشوارع مشلولة ومعظم المحال مغلقة".

متى بدأت هذه الاشتباكات؟
وبحسب المرصد السوري، فإن «شرارة الاشتباكات انطلقت السبت بعد اختطاف تاجر خضار درزي من قبل مسلحي البدو الذين وضعوا حواجز على طريق السويداء - دمشق، ليتحوّل بعد ذلك إلى عملية خطف متبادلة بين الطرفين».

وقالت منصة السويداء 24 المحلية في وقت لاحق إنه تم إطلاق سراح المخطوفين من الطرفين ليل الأحد.

لكن المرصد أشار إلى أن الاضطرابات الأخيرة تعود إلى «توتّر متواصل منذ اندلاع الاشتباكات ذات الخلفية الطائفية في أبريل/نيسان بين مسلحين من الدروز وقوات الأمن، في مناطق درزية قرب دمشق وفي السويداء، وشارك فيها إلى جانب قوات الأمن مسلحون من عشائر البدو السنية في المحافظة».

 

وأسفرت أعمال العنف تلك عن مقتل 119 شخصا على الأقل بينهم مسلحون دروز وقوات أمن. وعلى إثرها، أبرم ممثلون للحكومة السورية وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد.

ومنذ مايو/أيار الماضي، يتولّى مسلحون دروز إدارة الأمن في السويداء، بموجب اتفاق بين الفصائل المحلية والسلطات. لكن ينتشر في ريف المحافظة أيضا مسلحون من عشائر البدو السنة.

تحديات أمنية
تعيد هذه الاشتباكات إلى الواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها السلطات السورية. ونقلت قناة الإخبارية السورية الرسمية عن مصدر في وزارة الدفاع تأكيده مقتل ستّة من قوات الأمن بعدما أعلنت الوزارة نشر الوحدات "العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم".

وشاهد مراسل «فرانس برس» سيارات محملة بالمقاتلين وأرتالا عسكرية كبيرة تابعة لوزارة الداخلية وسيارات مدنية ودراجات نارية تحمل مسلحين متوجهين نحو خطوط التماس عند أطراف مدينة السويداء، بالإضافة إلى سيارات إسعاف تنقل مصابين من مناطق الاشتباك وتتجه نحو مستشفيات دمشق.

وفي حين دعت قيادات روحية درزية إلى الهدوء وحضّت سلطات دمشق على التدخل، أعربت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز والتي تتبع لحكمت الهجري، أحد مشايخ العقل الثلاثة في السويداء، عن «رفض دخول قوات الأمن العام إلى المحافظة»، مطالبة بـ«الحماية الدولية».

متعلقات
الرئيس عيدروس الزبيدي يصل إلى العاصمة عدن بمعية النائب عبد الرحمن المحرمي.
نجاح اختتام الاختبارات التحريرية للشهادة التكميلية بمدارس تعليم القرآن الكريم
صلاح الشنفرة يدعو أبناء الضالع للاحتشاد الخميس تأكيدًا على خيار الاستقلال واستعادة الدولة
تعرف على رحلات طيران اليمنية اليوم الثلاثاء
امين عام مؤتمر حضرموت الجامع يلتقي قيادة الهيئة التنفيذية في المكلا ويشدد على توحيد الجهود لخدمة المواطنين