المجلس الانتقالي يُعيد هيكلة نفسه.. نحو دولة جنوبية أكثر تماسكًا
تحولات نوعية في بنية العمل السياسي الجنوبي تبدأ من الأمانة العامة للمجلس
إصلاحات المجلس الانتقالي.. من التغيير الإداري إلى مشروع استعادة الدولة
هل تنجح خطة الزُبيدي الاقتصادية في إخراج الجنوب من عنق الزجاجة؟
في تطور لافت يعكس إدراكًا متزايدًا لحجم التحديات الاقتصادية والمعيشية، ترأس الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اجتماعًا تنفيذيًا رفيع المستوى في العاصمة عدن، أعلن خلاله عن ملامح خطة إنقاذ اقتصادي شاملة تهدف إلى تحسين البنية المالية والخدمية، وخلق بيئة استثمارية محفزة كخطوة ضرورية لكسر حالة الركود الاقتصادي.
تكامل الجهود.. أساس الإصلاح الاقتصادي
أكد الرئيس الزُبيدي خلال الاجتماع على أهمية تكامل الأدوار بين السلطات المحلية وممثلي المجلس في الوزارات، بما يسهم في تحسين الخدمات الأساسية، وتخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين.
وأشار إلى ضرورة ربط الأداء التنفيذي بخطط واقعية مدروسة، بعيدًا عن الشعارات الفضفاضة، ما يعكس توجّهًا جادًا نحو إرساء قواعد حوكمة فعالة.
مرحلة جديدة من العمل المؤسسي المنظم
ناقش الاجتماع الإجراءات المُنفذة ضمن المرحلة الأولى من خطة الهيكلة المؤسسية، والتي شملت الأمانة العامة والهيئات المساعدة لهيئة رئاسة المجلس، بالإضافة إلى تحديد الأهداف وآليات العمل وفق لوائح تنظيمية واضحة.
وشدد الرئيس الزُبيدي على أن هذه الخطوة تأتي استجابة لمتطلبات المرحلة، وتهدف إلى تعزيز كفاءة الهيئات المركزية والمحلية من خلال التخطيط المنهجي، وتفعيل آليات الرقابة المستمرة، والاعتماد على الكفاءات القادرة على تحمّل المسؤولية.
الوضع المعيشي.. اختبار فعلي للإصلاح
لم يغب الملف المعيشي عن جدول الاجتماع، حيث شدد الزُبيدي على أن استمرار التدهور المعيشي أمر غير مقبول، مؤكدًا أن تحسين أوضاع المواطنين يمثل أولوية قصوى للمجلس.
ورأى مراقبون أن عملية الهيكلة لا تقتصر على التعديلات الإدارية، بل تمثل تحولًا نوعيًا في بنية العمل السياسي الجنوبي، يهدف إلى توسيع التمثيل الشعبي، وتقريب القيادات من نبض الشارع، ما يُعزز من فعالية الأداء ويعكس تطلعات المواطنين.
مشاركة السلطات المحلية.. تواصل مباشر مع الميدان
شهد الاجتماع مداخلات من ممثلي محافظات عدن، أبين، لحج، والضالع، تم خلالها استعراض واقع الخدمات والعقبات الإدارية الميدانية.
وتعكس هذه الإحاطات حرص القيادة على فتح قنوات اتصال مباشرة وفاعلة بين المركز والمحافظات، بما يسهم في إعادة ضبط الأداء التنفيذي على أسس مهنية تستند إلى الوقائع لا التقديرات.
تأييد شعبي واسع.. وتجديد للثقة بالقيادة
أعلن ناشطون جنوبيون دعمهم الكامل للقرارات الصادرة عن الرئيس الزُبيدي بشأن هيكلة هيئة الرئاسة والأمانة العامة، معتبرين أن المرحلة الراهنة تتطلب العمل بروح الفريق الواحد وبقدرات متكاملة، لضمان تحقيق المنجزات وتجاوز التحديات.
وأكد النشطاء وقوفهم خلف القيادة الجنوبية في سعيها نحو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، مشيدين بالالتفاف الشعبي الواسع حول خطوات الزُبيدي الإصلاحية.
الهيكلة.. خطوة استراتيجية نحو جنوب أكثر قوة
يرى محللون سياسيون أن عملية هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي تمثل جزءًا من رؤية استراتيجية شاملة لإصلاح البنية السياسية الجنوبية، وإعادة توزيع الصلاحيات وتحديد الأولويات، بما يضمن رفع كفاءة الأداء، ويُعزز فعالية القرار السياسي في مختلف المستويات.
وتتم عملية الإصلاح تحت إشراف مباشر من الرئيس الزُبيدي، مستندة إلى مبادئ الشفافية، والمراجعة الدورية، والتقييم المستمر، سعياً نحو بناء منظومة سياسية جنوبية قادرة على مواكبة المرحلة القادمة، داخلياً وخارجياً.
الجنوب أقرب من أي وقت مضى لتحقيق تطلعاته
تسير قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة الرئيس الزُبيدي، بخطى ثابتة نحو إعادة بناء هيئاتها التنظيمية بما يواكب تحديات المرحلة، من خلال ضخ الكفاءات، وتطوير آليات العمل المؤسسي.
ومع ارتفاع سقف التحديات، تتطلب المرحلة المقبلة المزيد من الانضباط والجدية والتكامل بين كافة مكونات المشروع الوطني، باعتبار أن استعادة الدولة الجنوبية يتطلب قرارات جريئة، وتجديد أدوات العمل، والانفتاح على الجميع بروح وطنية مسؤولة.
وبهذه الروح، يقترب الجنوب أكثر من أي وقت مضى من تحقيق تطلعات شعبه في الحرية، والسيادة، والكرامة.