كشفت مصادر خاصة لصحيفة "الأمناء" عن فشل الحكومة اليمنية في إقناع شركة صافر بتزويدها بمادة المازوت لتشغيل محطات الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن، دون دفع قيمته المالية مسبقًا.
وأوضحت المصادر أن كهرباء عدن تواجه أزمة وقود حادة، في ظل توقف محطة كهرباء المنصورة عن العمل، وعجز السلطات المحلية عن شراء المازوت من الأسواق المحلية أو من شركة صافر، التي تعد المزود الرئيسي لهذه المادة.
وبحسب ذات المصادر، كانت الحكومة تقوم سابقًا بشراء المازوت من شركة صافر عبر وسطاء تجاريين، يتم الدفع لهم نقدًا مقدمًا. غير أن الشركة الحكومية رفضت في اليومين الماضيين تزويد الحكومة بأي كمية من الوقود ما لم يتم سداد قيمته بالكامل مقدّمًا.
وأشارت المصادر في سياق إفادتها الخاصة لـ"الأمناء" إلى أن كل محاولات الحكومة لإقناع شركة صافر بتأجيل الدفع أو اعتبار الأمر ضمن التعاون بين مؤسسات الدولة باءت بالفشل، على الرغم من أن صافر تعتبر جهة سيادية وتابعة للدولة.
وما يثير الاستغراب، بحسب المصادر، أن الحكومة تخصص ميزانية تشغيلية شهرية لصافر، رغم أن الشركة لا تورد أي عائدات مالية إلى خزينة الدولة، ومع ذلك، ترفض التعاون في توفير الوقود لمحطات الكهرباء، رغم أن مصافي صافر هي الجهة التي تقوم بتكرير مادة المازوت.
وتسلّط هذه التطورات الضوء على حالة الانفصام المؤسسي وضعف السيطرة الحكومية على المؤسسات السيادية، بما في ذلك شركة صافر، التي يبدو أنها تعمل فعليًا خارج نطاق التوجيهات المركزية، في وقت يعاني فيه المواطنون من انهيار مستمر في خدمات الكهرباء والمعيشة.