اسرائيل والولايات المتحدة تقاطعان مؤتمرا للأمم المتحدة لحل الدولتين
الأمناء نت / صحف

تقاطع الولايات المتحدة وإسرائيل مؤتمرا يحضره عشرات الوزراء في المعية العامة للأمم المتحدة ويعقد بدعم من فرنسا وإسرائيل للدفع بحل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي ازداد تعقيدا على وقع حرب أطلقتها الدولة العبرية على إثر هجوم نفذته حماس في أكتوبر من العام 2023، دمرت خلالها قطاع غزة وحولته الى مدينة أشباح وسط أزمة إنسانية هي الأسوأ التي يشهدها الفلسطينيون منذ بداية الصراع.

 

وتعكس المقاطعة الأميركية دعما قويا للموقف الإسرائيلي ورفضا لأي إجراءات دولية قد تفرض ضغطا على إسرائيل أو تعترف بدولة فلسطينية من جانب واحد.

 

وحذرت الولايات المتحدة صراحة من أن أي اعتراف أحادي بدولة فلسطينية سيجعل "السابع من أكتوبر عيدا لاستقلال فلسطين"، في إشارة إلى هجوم حماس في 2023، وترى أن ذلك يعرقل الجهود الدبلوماسية ويمنح حماس دفعة.

 

وتؤمن الولايات المتحدة بأن الحل يجب أن يأتي من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وليس من خلال فرض حلول دولية. وترى أن المؤتمرات الدولية قد تقوض دورها كوسيط رئيسي.

 

وتسعى واشنطن للحفاظ على نفوذها في عملية السلام وتخشى أن تؤدي المبادرات الدولية إلى تهميش دورها كما ترغب في تجنب أي مواقف قد تُحرج إسرائيل أو تزيد من عزلتها الدولية، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة.

 

ويهدف المؤتمر إلى وضع معايير واضحة لخريطة طريقٍ تُفضي إلى إقامة دولة فلسطينية، مع ضمان أمن إسرائيل.

 

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بار في حديث لصحيفة “لا تريبيون ديمانش” نُشر أمس إنه سيستغل المؤتمر لحث دول أخرى على الانضمام إلى فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطينية.

 

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن الأسبوع الماضي نية بلاده الاعتراف رسميا بدولة فلسطينية في سبتمبر خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

وقال بارو “سنُطلق نداء من نيويورك لحث الدول على الانضمام إلينا في مسار أكثر طموحا وحزما يصل إلى ذروته في 21 سبتمر” مضيفا أنه يتوقع أن تُصدر الدول العربية حينها إدانة صريحة لحركة حماس وتطالب بنزع سلاحها.

 

ويأتي المؤتمر في الوقت الذي لا تزال فيه الحرب في قطاع غزة مستعرة منذ 22 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس.

 

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لن تحضر المؤتمر في الأمم المتحدة، واصفا إياه بأنه “هدية لحماس، التي تُواصل رفض مقترحات وقف إطلاق النار التي قبلتها إسرائيل، والتي من شأنها أن تُفضي إلى إطلاق سراح الرهائن وتحقيق الهدوء في غزة”.

 

وأضاف المتحدث أن واشنطن صوّتت ضد دعوة الجمعية العامة العام الماضي لعقد المؤتمر، وأنها “لن تدعم أي إجراءات تُقوّض آفاق التوصل إلى حل سلمي طويل الأمد للصراع”.

 

من جهته قال جوناثان هارونوف المتحدث الدولي باسم بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل لن تشارك في المؤتمر “الذي لا يتناول أولا وبشكل عاجل مسألة إدانة حماس وإعادة جميع الرهائن المتبقين”.

 

وتؤيد الأمم المتحدة منذ فترة طويلة رؤية دولتين تعيشان جنبا إلى جنب ضمن حدود آمنة ومعترف بها. ويريد الفلسطينيون دولة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وهي جميع الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 مع الدول العربية المجاورة.

 

وفي مايو من العام الماضي، أيّدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة مسعى فلسطينيا لصالح اعتبار فلسطين مؤهلة لعضوية كاملة في المنظمة الدولية، ودعت مجلس الأمن إلى “إعادة النظر في الأمر بشكل إيجابي”. وقد حصل القرار على تأييد 143 دولة مقابل اعتراض تسعة فقط.

 

يأتي هذا بينما تستمر الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة مع عدم وضوح الرؤية بشأن المفاوضات التي لم تسفر عن نتيجة منذ أشهر، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد إن على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية في غزة، مضيفا أنه لا يعلم ما سيحدث بعد تحرك إسرائيل للانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مع حركة حماس.

 

وأكد ترامب أهمية إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، قائلا إنهم أظهروا فجأة موقفا “متشددا” تجاه هذه القضية، وقال إن الولايات المتحدة ستقدم المزيد من المساعدات للقطاع الذي مزقته الحرب

 

وأضاف ترامب للصحافيين في بداية اجتماع مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في منتجع الجولف الذي يملكه في ترنبيري باسكتلندا “لا يريدون إعادتهم، ولذلك سيتعين على إسرائيل اتخاذ قرار”.

 

وأوضح “أعلم ما سأفعل، لكنني لا أعتقد أن من المناسب الإفصاح عنه. لكن على إسرائيل اتخاذ قرار”، وذكر، دون تقديم دليل، أن مسلحي حماس يسرقون الطعام الداخل إلى غزة ويبيعونه.

 

وقالت وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس إن العشرات من سكان غزة توفوا بسبب سوء التغذية في الأسابيع القليلة الماضية.

 

وأفادت الوزارة بوفاة ستة أشخاص آخرين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بسبب سوء التغذية، ليصل إجمالي الوفيات الناجمة عن سوء التغذية والجوع إلى 133 حالة، بينهم 87 طفلا.

 

وتخلى ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما يبدو الجمعة عن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مع حماس، قائلين إنه بات من الواضح أن الحركة الفلسطينية لا تريد التوصل إلى اتفاق.

 

وقال نتنياهو إن إسرائيل تدرس الآن خيارات “بديلة” لتحقيق أهدافها في إعادة رهائنها من غزة إلى ديارهم وإنهاء حكم حماس في القطاع، حيث ينتشر الجوع ونزح معظم السكان وسط دمار واسع النطاق.

 

وقال ترامب إنه يعتقد بأن قادة حماس سيلاحقون” الآن، وقال للصحافيين “حماس لم تكن ترغب حقا في إبرام صفقة. أعتقد أنهم يريدون الموت. وهذا أمر سيء للغاية. ووصل الأمر إلى حد الاضطرار إلى إنهاء المهمة”.

 

وأعلن ترامب الأحد أن الولايات المتحدة ستقدم المزيد من المساعدات الإنسانية لغزة، حيث تتزايد المخاوف بشأن تفاقم الجوع، لكنه تمنى مشاركة دول أخرى أيضا. وقال إنه سيناقش هذه المسألة مع فون دير لاين.

 

وقال “نقدم الكثير من المال والطعام والكثير من كل شيء. لو لم نكن هناك، لكان الناس ماتوا جوعا حقا”. وأضاف أنه تحدث إلى نتنياهو وناقشا عددا من القضايا، منها إيران. وقال إنه سيناقش أيضا مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قضية إسرائيل عندما يلتقيان في منتجع ترامب للجولف في تيرنبيري الاثنين.

 

وأشار ترامب أيضا إلى أنه يجري الإقرار بأي مساعدات سابقة أرسلتها الولايات المتحدة لغزة.

 

وقال “لم تقدم أي دولة أخرى أي شيء”، منتقدا الدول الأوروبية تحديدا.. يشعرك ذلك ببعض الأسف، فثلما تعلمون، هناك دول أخرى لا تقدم شيئا… لم يقدم أحد شيئا سوى نحن. ولم يقل أحد ’يا إلهي، شكرا جزيلا’ وسيكون من الجميل لو تلقينا كلمة شكر على الأقل”.

متعلقات
احتجاجات شعبية في غيل باوزير رفضًا لتردي الخدمات وانقطاع الكهرباء
ترامب يهدد إيران: قد نعود لقصف منشآتها النووية مجدداً
النائب العام يلتقي ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر ويبحث تعزيز التعاون الإنساني في السجون وأماكن التوقيف
إشهار منتدى تكاتف النسوي لدعم ومناصرة المريضات والناجيات من مرض السرطان
السفير الصومالي بعدن يناقش مع رئيس المفوضية السامية برنامج العودة الطوعية للاجئين الصوماليين