يبذل معالي وزير النقل الدكتور عبدالسلام صالح حُميد جهودا كبيرة في استعادة قطاع النقل الجوي الى فاعليته وحيويته، باعتباره أحد أهم القطاعات الخدمية في البلاد، واكثرها تعرضا للتدمير الممنهج جراء حرب ميليشيات الحوثي الانقلابية الممتدة منذ العام 2015، كان آخرها إختطاف 3 طائرات من قبل الميليشيات وتعريضها للتدمير الكلي بمطار صنعاء الدولي الذي لم يسلم أيضا من تدمير طال الكثير من مرافقه المهمة.
ويواجه وزير النقل، الأعمال التخريبية المتواصلة للميليشيات الحوثية على قطاع النقل العام، بجهود حثيثة تهدف الى اصلاح ما افسدته الحرب وهي مهمة صعبة للغاية في ظل مواصلة الميليشيات نهجها التدميري المتعمد، وازاء ذلك أعلن الوزير حُميد في وقت سابق عن ان العام الجاري 2025، سيكون عام النقل الجوي، واتضح ذلك جليًا من خلال نشاطات كثيرة رصدتها الصحافة المحلية للوزير الذي استطاع خلال الـ 6 أشهر الماضية انجاز مهام ربما كانت ستحتاج الى فترة زمنية تتجاوز العام، رغم الظروف المحيطة الصعبة التي خلقتها الحرب إضافة الى تعنت الميليشيات الانقلابية واصرارها على منع اي جهود وطنية من شأنها اعادة اصلاح القطاعات الحيوية والارتقاء بها وابرزها قطاع النقل الجوي.
ويستكمل الوزير حميد جهوده الجبارة لاستعادة قطاع النقل الجوي الى مساره الصحيح منذ توليه زمام الوزارة قبل ثلاثة أعوام، وذلك بعد التدمير الكبير الذي لحق بهذا المجال الحيوي والوحيد الذي يربط بلادنا بالعالم الخارجي، نتيجة الحرب الممتدة منذ 10 سنوات.
وبدأ بإعادة تأهيل مطار عدن الدولي وكافة المرافق التابعة له، قبل التوجه الى بقية المطارات في المحافظات المحررة منها حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى، إضافة الى اعادة تأهيل طائرات شركة الخطوط الجوية اليمنية وصيانتها باعتبارها الناقل الوطني الوحيد، يقابل ذلك تزايد غير مسبوق لاعداد المسافرين في بلد يعج بأكثر من 50 مليون مواطن ـ بحسب احصائيات غير رسمية.
ـ رحلات من الريان الى القاهرة:
ودشن معالي الوزير حميد مطلع العام الجاري مهامه بخبر سار حمل بشرى بدء تسيير رحلات جوية مباشرة من مطار الريان بالمكلا الى مطار القاهرة بعد توقف دام 10 سنوات عانى المواطنين جراء هذا التوقف الكثير من المتاعب والصعوبات، والحقيقة أن عملية اعادة تسيير الرحلات الى القاهرة سبقتها جعود كبيرة "غير معلنة" من وزير النقل وتمثلت بمتابعات حثيثة لإعادة تاهيل المطار. ومختلف المرافق التابعة له ثم بحث استعادة العلاقة مع الجهات ذات الاختصاص ومباحثات مع السلطات المصرية لاستعادة الثقة بالنقل اليمني والحصول على تصاريح لتشغيل الرحلات الجوية، أعقبتها توجيهات معالي الوزير بتكثيف الرحلات وتسهيل اجراءات السفر لتشمل خدمة المطار كافة مواطني المحافظات الشرقية وليس حضرموت فحسب.
مطار عتق الدولي:
واستكمالا لذات الجهود أعلنت وزارة النقل في 8 يناير البدء بالتشغيل الرسمي لمطار عتق الدولي بمحافظة شبوة، بعد استكمال كافة التجهيزات في المطار الذي خفف الضغط عن مطاري الريان وسيؤن بحضرموت وساهم بشكل فاعل في تخفيف معاناة المسافرين في هذه المحافظات.
ولم تكن تلك المنجزات وليدة صدفة او محاولة تلبية لاحتياجات طارئة بل خطة عمل ممنهجة وضعها الوزير حميد لدى توليه وزارة النقل ويعمل على تنفيذها اولا بأول في مختلف قطاعات النقل الثلاثة جوا وبرا وبحرا.
ـ مدرج مطار عدن:
ووجه الوزير حميد بسرعة استكمال مشروع مدرج الهبوط والاقلاع في مطار عدن الدولي، الممول من قبل البرنامج السعودي لتنمية وأعمار اليمن ومشروع تشييد مركز الصيانة والهندسة الإقليمي، ويعد مشروع مركز الصيانة للخطوط الجوية اليمنية مشروعا استراتيجيا وحيويا لمطار عدن سيعمل على جذب شركات الطيران، ويسهم في تحسين الأداء التشغيلي بشكل كبير للمطار الدولي ويسهل صيانة جميع الطائرات بمختلف الشركات التابعة لها، كما ويقلل من نفقات شركة الخطوط الجوية اليمنية على صيانة الطائرات في الخارج، والتي تصل إلى ملايين الدولارات سنوياً، فضلا عن القديمه خدمات هندسية وفنية بكادر وطني للطائرات التي من المقرر ان تصل إلى المطار، مما يعزز من مكانته الاستراتيجية باعتباره واجهة العاصمة عدن والبلاد بشكل عام.
ـ مطار جزيرة عبدالكوري:
وفي مارس الماضي افتتح الوزير حُميد، مطار جزيرة عبدالكوري، حيث أكد الوزير ان المطار سيرفع عن الجزيرة البالغ سكانها نحو الفي مواطن حالة العزلة ويربطها بأرخبيل سقطرى والبلد والعالم"، مبينًا أن الجزيرة عانت من الحرمان والعزلة حيث تفتقر إلى ابسط الخدمات الإنسانية والتعليمية والصحية والمياة النظيفة ووسائل الاتصالات منذ سنوات طويلة.
ـ مبنى هيئة الطيران:
وفي ذات الشهر وضع الوزير حميد حجر الاساس لمشروع مبنى الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في مطار عدن الدولي بالعاصمة عدن حيث يقع المشروع على مساحة 5700 متر مربع ويتكون المبنى من ثلاث طوابق تستوعب كافة القطاعات والادارات في الهيئة بالاضافة الى قاعة رئيسية للاجتماعات وبهو لإستيعاب نشاطات المعارض والورش المتعلقة بنشاط الطيران اضافة الى مواقف سيارات ومساحات خضراء، وبتمويل ذاتي من هيئة الطيران.
ـ جهود ومشاركات خارجية:
وبين هذه وتلك كان للوزير حميد عدة لقاءات مع وزراء وسفراء دول شقيقة وصديقة فضلا عن مشاركات خارجية في محافل دولية مختصة ومهتمة بالنقل الجوي، صبت في مجملها في بوتقة خدمة النقل الجوي الوطني والسعي الحثيث الى استعادة فاعليته كما وتطويره والارتقاء به ليلبي كافة احتياجات المرحلة وفق اسس نقل جوي آمنة وحديثة ومتطورة، إضافة الى ضمان مستقبل نقل جوي يمتاز بالاستدامة والقدرة على مواجهة الأزمات والتحديات المختلفة.