حذّر عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني من تخادم خطير بين تنظيم القاعدة في اليمن وجماعة الحوثي وحركة الشباب الصومالية، قال إنّ هناك معطيات أمنية تشير إلى وجوده.
وجاء ذلك في ظل تسجيل عودة تدريجية لتنظيم القاعدة إلى النشاط في بعض مناطق اليمن بعد أن كان قد طرد منها إثر هزيمته في معارك ضارية وحملات عسكرية كثيفة شاركت فيها بفاعلية قوات الانتقالي الجنوبي جنبا إلى جنب مع قوات التحالف العربي.
وقتل في أحدث عملية للتنظيم جندي من قوات المجلس وجرح أربعة آخرون إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت مركبة عسكرية أثناء مرور دورية في وادي عومران شرقي مدينة مودية، بمحافظة أبين.
لا تزال قوى دولية تأخذ على محمل الجدّ الخطر الذي يشكله الفرع اليمني من تنظيم القاعدة باعتباره أخطر الفروع على الإطلاق
وقال الزبيدي خلال لقاء جمعه في عدن بالسفير الصومالي لدى اليمن عبدالحكيم محمد إنّ التحالف الثلاثي غير المعلن بين القاعدة والحوثي وحركة الشباب يهدّد أمن واستقرار المنطقة بأكملها ويستدعي تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين دول الإقليم لمواجهته.
وأكد أنّ المعطيات الأمنية المتاحة تشير إلى تزايد التعاون العملياتي واللوجستي بين الحوثيين والجماعات الإرهابية بهدف تقويض الأمن في البحر الأحمر وخليج عدن والقرن الأفريقي، محذرا من أنّ ترك هذا التخادم دون مواجهة سيحوّله إلى تهديد حقيقي للأمن الإقليمي والدولي، لاسيما أمن الملاحة الدولية.
وأتاحت حالة عدم الاستقرار القائمة في اليمن منذ أكثر من عشرية من الزمن موطئ قدم بالبلاد للجماعات المتطرفة، ومن بينها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعتبره واشنطن أخطر أذرع التنظيم الأمّ لكنّ وتيرة هجماته تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة، بفعل جهود التصدي له والتي شاركت فيها القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بفاعلية كبيرة.
وكان التنظيم قد تمكن سنة 2015 من السيطرة على مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت شرقي اليمن كما سيطر على مدينة زنجبار مركز محافظة أبين ومدينة جعار القريبة منها لكنه تلقى سلسلة من الهزائم على يد النخب العسكرية الجنوبية والأحزمة الأمنية.
وعلى مدى السنوات الماضية لعبت تلك القوات دورا محوريا في مواجهة التنظيم وطرده من المناطق التي احتلها، ثم ملاحقة فلوله ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها وذلك من خلال عمليات أمنية واسعة النطاق كثيرا ما أسفرت عن قتل العديد من مقاتلي التنظيم ومصادرة أسلحة ومعدات تابعة لهم. ويفسر ذلك تركيز التنظيم نشاطه في اليمن على استهداف قوات الانتقالي على غرار العملية الأخيرة بمودية.
عودة تدريجية لتنظيم القاعدة إلى النشاط في بعض مناطق اليمن بعد أن كان قد طرد منها إثر هزيمته في معارك ضارية وحملات عسكرية كثيفة
ولا تزال قوى دولية تأخذ على محمل الجدّ الخطر الذي يشكله الفرع اليمني من تنظيم القاعدة باعتباره أخطر الفروع على الإطلاق.
وضمن جهود محاربة هذا الفرع أعلنت الولايات المتحدة عن زيادة قيمة المكافأة المالية المعروضة مقابل الحصول على معلومات تؤدي إلى القبض على زعيمه سعد بن عاطف العولقي.
وتتهم واشنطن العولقي بتزعم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتعمل على تحييده بقتله أو القبض عليه حيا وقامت في سبيل ذلك برفع مكافأة من يدلي بمعلومات بشأنه إلى 10 ملايين دولار بعد أن كانت 6 ملايين منذ نوفمبر 2022.
وجاء في بيان عبر موقع برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية “إذا كانت لديك معلومات عن الإرهابي سعد بن عاطف العولقي زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والمتواجد في اليمن، فأرسلها إلينا.”
وأضاف بيان المؤسسة الأميركية “قد تكون مؤهلا للحصول على مكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار والانتقال إلى مكان آمن.”
وأوضح رئيس الانتقالي الجنوبي أنّ ما يجري اليوم يعكس تناميا ملحوظا في تبادل الأدوار والخدمات بين جماعة الحوثي وتنظيمات العنف والتطرّف في الإقليم، لافتا إلى أنّ التعامل الجاد مع هذا الملف يتطلب تنسيقا عالي المستوى بين الأجهزة المعنية في اليمن والصومال ودول الجوار، وتبادل المعلومات الاستخباراتية بصورة فاعلة، وتكثيف جهود تأمين الممرات البحرية الإستراتيجية، وإيقاف أنشطة التهريب والقرصنة ونقل الأسلحة التي تغذّي أجندات الفوضى في المنطقة.