الرئاسة اليمنية تنفي إصدار أوامر للنائب العام بالقبض على الشيخ بن حبيش والعميد العوبثاني....
فإذا افترضنا حقا بوجود توجيهات من النائب -مع أن ذلك لم يتأكد قطعا-، فلماذا تنصلت الرئاسة منه؟ وهل لها الحق اصلا" وهي سلطة تنفيذة "إصدار مثل هكذا أوامر للنائب العام ؟.
.. ثم لماذا يصر البعض على تأزيم الوضع في حضرموت المتازم أصلا بقرارات وخطابات صبيانية نزقة من جميع الأطراف ؟.
الوضع هناك صار حساس للغاية، وأي تصعيد أكثر سيزيد من مستوى الاحتقان بشكل متفاقم ،وسيكون الخاسر ليس فقط أبناء حضرموت الذين يخوضون نضالا سلميا شاقا بوجه قوى النهب، بل كل الجنوبيين و أبرزهم المجلس الانتقالي والقضية الجنوبية برمتها ومعها النسيج الوطني الاجتماعي الجنوبي المُهترىء.
فإن لم تُعالج الأمورهناك بعقل وتروٍ ،بعيدا عن المكابرة وحالة الشعور بالزهو والعظَمة والاستقواء والانغماس بوحل الغرور والخيلاء فالجميع سيذهب بقدميه إلى هِوّةٍ سحيقة من التشظي والفرقة والضياع. فالجزء الأوسع من المزاج الحضرمي بات اليوم لا يطيق الجنوبي، وهذه حقيقة لا تخطأها عين مبصرة، وذلك جرّاء حالة الشحن والتحريض المتبادلة وبفعل سياسة تجاهل المطالب المشروعة لأبناء المحافظة وإلصاق رموزها بتهم سخيفة.
نعم بن حبريش يبالغ بمواقفه المتشددة والنزقة ويعمد إلى أساليب مسيئة لحضرموت مثل التقطع للشاحنات بقصد او دون قصد، لكن هذا لا يعني تجاهله وتجاهل حلفه القبلي و شيطمته ع الآخر والتقليل من حقوق ومطالب محافظته او إغلاق أبواب التواصل معه وتهديده بصولجان الحكومة، فالرجل وحلفه حق بحجم السماء الأرض يجب التواصل معه والانفتاح عليه بجدية وصدق من الانتقالي ومن كل القوى والشخصيات الخيرة بالداخل والخارج.
وإن نفدت من الانتقالي وسائل التواصل و سُدت بوجهه طرق الحوار مع الحلف ومع الشيخ حبريش فبوسعه أن يتواصل مع المملكة العربية السعودية مباشرة فهي التي تمد الحلف وقياداته بالمال والإعلام والدعم السياسي، وهي بالتالي مَن تستطيع التاثير عليه والتوصل الى معالجات شاملة لحضرموت وقطع الطريق على المتحنيين للفرص الخبيثة، لئلا يعلو فوق رؤوس الجميع غبار خطاب التحريض والتحريض المضاد المدمر، وحتى لا يقع الانتقالي في فخ الصدام ويغرق في خضم الصراع مع رموز المحافظة ويخسر مزيدا من الحضور الشعبي المتآكل في محافظة استراتيجية كحضرموت.