اللواء شلال شائع.. حين يصبح القائد مرآة شعبه
الأمناء نت / محمد الريامي 

 اللواء شلال علي شائع هادي ليس مجرد قائد أمني، بل حالة وطنية متكاملة، انبثقت من وجدان الجنوب، وتحديدا من شوارع عدن، المدينة التي أحبته كما لم تحب قائدا من قبل.

يأتي ذلك في زمن تتكالب فيه الأزمات وتتشظى فيه الأحلام، تبرز شخصيات لا تصنع الحدث فحسب، بل تصبح هي الحدث.

ابن الثائر الكبير علي شائع هادي، لم يرث الاسم فقط، بل ورث نار النضال ووهج الكفاح. بل لم يكن من أولئك الذين يختبئون خلف المكاتب أو يكتفون بالتصريحات المنمقة. شلال نزل إلى الشارع، خالط الناس، شاركهم جراحهم، وسار معهم في أزقة المعاناة، ليفهم الجنوب من نبضه لا من تقاريره.

ومنذ بداياته المبكرة في صفوف الحراك الجنوبي، أدرك أن المعركة ليست فقط عسكرية، بل وجودية. 
فصوت الجنوب الذي جرى قمعه وإسكاته لعقود، وجد في شلال منبرا ناطقا باسمه، وسيفا حاميا كرامته. 
قاوم التهميش، عاند الإقصاء، ورجلا واجه قوى لا ترحم. لكنه ظل صامدا، كجبلٍ من صوان، لا تهزه الرياح ولا تخيفه العواصف.

ولعل أعظم ما يميز شلال، أنه لم يكن قائدا مُعينا بقرار سياسي فقط، بل قائد مُنتخبا من وجدان الشارع الجنوبي. وحين تولى قيادة أمن عدن، لم يكن الأمر مجرد منصب، بل امتحان حقيقي لقائد أتى من بين الناس.

 وحين خرجت عدن من نفق الفوضى، وبدأ الأمن يعود تدريجيا، كان اسمه يتردد في الحارات والأسواق لا كجنرال، بل كمنقذ.

لكن شلال، كما عرفه شعبه، لم يخض معاركه ضد الخارج فقط، بل ضد الداخل أيضا ،  تحدى الفساد، وصادم النفوذ، وكان صوته مزعجا لكل من يرى الجنوب مجرد غنيمة سياسية. 

ففي المواجهة الشهيرة مع قوات ضبعان، لم يكن شلال ذلك القائد الذي يتوارى خلف خطط الدفاع، بل كان في الصفوف الأمامية، يدافع عن الكرامة، ويقود الهبة الشعبية التي أجبرت الاحتلال العسكري على التراجع.

ولقد دفع الثمن، نعم. سُجن، هُدد، شُنت ضده الحملات، لكنه لم يتراجع. بل لم تُهزمه الزنازين ولا المنابر المعادية. بقدر ما زادته كل تجربة قوة وصلابة، حتى أصبح اسمه اليوم مرادفا للثبات، تماما كما تُستدعى الرموز التاريخية حين تضيق الأوطان.

واليوم، وهو يتولى قيادة جهاز مكافحة الإرهاب في الجنوب، يعود شلال إلى الميدان، لا ليبدأ من جديد، بل ليستكمل مشروعه النضالي.
و الجنوب اليوم في حاجة إلى حنكة رجل يعرف الأرض، ويفهم المعركة. 
ورشاد العليمي، وهو يوقع قرار تعيينه، لم يكن يُجامل، بل راهن على رجل يعرف كيف يخوض حربا لا تُدار فقط بالسلاح، بل بالعقل والخبرة والانتماء الحقيقي.

كذلك شلال ليس رجل سلطة، بل رجل قضية. محبوب بين الناس لأنه لم يساوم على مبادئه، ولم يرفع شعارات لا يؤمن بها. 

كذلك عدن تعرفه، الجنوب يعرفه، والمستقبل ينتظره ، و ربما يختلف حوله البعض، لكنهم لا يختلفون على أنه صادقٌ في انتمائه، صلبٌ في موقفه، ونقيٌ في نضاله.

تحية لشلال، ولو كره الكارهون.

متعلقات
أسعار الذهب اليوم الأربعاء 20-8-2025 في اليمن
درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء في الجنوب واليمن
المبعوث الأممي إلى اليمن: ندرك أهمية دعوات الجنوبيين للاستقلال أو تقرير المصير وقضية الجنوب محورية
إلى من يعيشون في الماضي: الجنوب ليس فرعًا لأحد
تنفيذية انتقالي المهرة تناقش مستجدات الأوضاع الاقتصادية والخدمية بالمحافظة