صحيفة.. عصبية وتوتر يطبعان الرد الحوثي على الضربة الإسرائيلية المؤلمة
الأمناء نت / العرب

 طغت حالة من العصبية والاستعجال على ردّ جماعة الحوثي على الضربة الكبيرة التي تلقتها على يد القوات الإسرائيلية وأودت بما يقارب نصف أعضاء حكومتها بما في ذلك رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي.

 

وارتدّت الجماعة سريعا على الموظفين الأمميين العاملين لحساب برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في محافظتي صنعاء والحديدة وقامت باعتقال عدد منهم في محاولة للإيحاء بمسؤولية المنظمات الأممية والدولية عن الخرق الأمني والاستخباراتي الخطير الذي أتاح لإسرائيل تنفيذ تلك الضربة الشديدة التي أعادت إلى الأذهان ضرباتها القاصمة لحزب الله اللبناني.

 

كما سارعت أيضا إلى تهديد الملاحة البحرية باستهدافها ناقلة مواد كيميائية بصاروخ باليستي قبالة ميناء ينبع السعودي، الأمر الذي تضمن رسالة سلبية لمختلف بلدان المنطقة وللمملكة العربية السعودية على نحو خاص.

 

وبذلك تتلخص الردود الحوثية على الضربة الإسرائيلية في عملية خلط الأوراق وإحداث حالة من التوتّر في ظل ضيق خيارات الجماعة لإلحاق ضرر بالدولة العبرية يعادل الضرر المادي والمعنوي الذي لحق بها جرّاء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة صنعاء والتي ألحقت دمارا كبيرا بالبنى التحتية والمرافق الحيوية إضافة إلى قتل رئيس الحكومة ومساعديه ووزراء في حكومته.

 

وكشفت الجماعة الحوثية المرتبطة بإيران، الاثنين، عن أسماء القتلى من حكومتها جراء الهجوم الإسرائيلي على صنعاء، من بينهم رئيس الحكومة غير المعترف بها دوليا وتسعة أعضاء أبرزهم وزراء الإعلام والخارجية والعدل، علما أن العدد الجملي لأعضاء الحكومة يبلغ اثنين وعشرين وزيرا.

 

وأوردت وكالة أنباء سبأ في نسختها التابعة للحوثيين قائمة بأسماء من قالت إنّهم “شهداء حكومة التغيير والبناء ممن خدموا الشعب بأعمالهم وأعمارهم وقدموا في سبيل الله أرواحهم ودماءهم، والذين ارتقوا في العدوان الإسرائيلي الغادر الذي استهدف ورشة عمل للحكومة يوم الخميس الماضي.”

 

وإضافة إلى رئيس مجلس الوزراء أحمد الرهوي نشرت الوكالة أسماء تسعة وزراء أبرزهم وزراء الإعلام هاشم شرف الدين، والخارجية جمال عامر، والعدل وحقوق الإنسان مجاهد أحمد عبدالله علي.

 

وشملت قائمة القتلى وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار معين هاشم أحمد المحاقري، ووزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية رضوان علي الرباعي، ووزير الكهرباء والطاقة والمياه علي سيف محمد حسن، وكذلك وزير الثقافة والسياحة علي قاسم حسين اليافعي، ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل سمير محمد أحمد باجعالة، إضافة إلى وزير الشباب والرياضة علي أحمد المولد.

 

ومن بين القتلى أيضا محمد قاسم الكبسي مدير مكتب رئاسة الوزراء، وزاهد محمد العمدي سكرتير مجلس الوزراء.

 

وفي سياق الردّ على تلك الضربة التي سبقتها أيضا ضربات دمرت مخزنا كبيرا للوقود ومحطة رئيسية لتوليد الكهرباء في صنعاء، أعلنت جماعة الحوثي، الاثنين، أنها أطلقت صاروخا باليستيا باتجاه الناقلة سكارليت راي المملوكة لشركة إسرائيلية بالقرب من ميناء ينبع على البحر الأحمر في هجوم نادر قبالة السواحل السعودية.

 

 

هانس غروندبرغ: السلوكات الحوثية معيقة لمساعدة اليمنيين ومهددة لجهود السلام

 

وقالت شركة إيسترن باسيفيك شيبينج المملوكة لقطب الأعمال الإسرائيلي إيدان عوفر والتي تدير السفينة إن ناقلة المواد الكيميائية، التي ترفع علم ليبريا، لم تتضرر ووضعها مستقر تحت قيادة ربانها.

 

وأضافت الشركة في بيان “نحن على علم بتقارير أمنية تقول إن ما يشتبه في أنه هجوم من جانب الحوثيين استهدف سفينتنا سكارليت راي،” موضحة أن جميع أفراد الطاقم بخير.

 

وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت بلاغا عن واقعة من قبطان شهد “ارتطاما بالماء بالقرب من سفينته من مقذوف مجهول وسمع دويا قويا” على بعد أربعين ميلا بحريا جنوب غربي ينبع.

 

وقالت إيلي شفيق رئيسة قسم المعلومات في شركة فانغارد تيك لإدارة المخاطر البحرية ومقرها بريطانيا “رغم أن المقذوف لم يصب السفينة، تظهر الضربة استعراضا للقوة واضحا.”

 

ولم يخل الهجوم الحوثي أيضا من رسالة بالغة السلبية لجهود إطلاق عملية سلمية في اليمن والتي انخرطت فيها المملكة العربية السعودية بحسن نية.

 

وأضافت شفيق “من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان هذا يمثل إستراتيجية تصعيد أكبر أو أنه رد فعل لمرة واحدة على استهداف إسرائيل لوزراء من الحوثيين، غير أن السعودية لن تتسامح على الأرجح مع تكرار وقوع ضربات بالقرب من أراضيها.”

 

ولم تستثن عملية الاستفزاز وخلط الأوراق التي تضمنها الرد الحوثي على الضربة الإسرائيلية الأمم المتحدة المشرفة على تأطير جهود السلام في اليمن والتي تقوم أيضا بدور إنساني حيوي في مساعدة سكان البلاد على مواجهة الظروف الصعبة التي يواجهونها بسبب الحرب، وتساهم بشكل فعّال في تقديم عدد من الخدمات الأساسية والمعونات المنقذة للحياة لهم.

 

وأدان مسؤولون أمميون، الإثنين، حملة الاعتقال التعسفي التي نفذها الحوثيون على موظفين يعملون لدى برنامج الغذاء العالمي واليونيسف في محافظتي صنعاء والحديدة.

 

وانتقد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بشدّة الموجة الجديدة من الاعتقالات التعسفية لموظفي الأمم المتحدة في صنعاء والحديدة وكذلك الاقتحام القسري لمقرات الأمم المتحدة والاستيلاء على ممتلكاتها، قائلا في بيان إنّ هذه الإجراءات تعيق الجهود الأوسع نطاقا لتقديم المساعدات وتعزيز السلام في اليمن.

 

وقال جوليان هارنيس، المنسق المقيم للشؤون الإنسانية في اليمن، في حسابه على منصة إكس “أشعر بقلق بالغ على زملائي المعتقلين منذ الأحد، وكذلك على أولئك المعتقلين في الأعوام الماضية.”

 

وأعرب عن قلقه أيضا بشأن “تأثير ذلك على قدرة الأمم المتحدة على مساعدة الفئات الأكثر ضعفا في اليمن في وقت يتدهور فيه الوضع الإنساني.”

 

كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة عمليات الاحتجاز التعسفي التي استهدفت ما لا يقل عن أحد عشر من موظفي الأمم المتحدة على يد سلطات الأمر الواقع الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن.

 

وأدان وفقا لبيان صادر عن مكتبه اقتحام مباني برنامج الأغذية العالمي ومصادرة ممتلكات تابعة للأمم المتحدة، فضلا عن محاولات اقتحام مبان أخرى تابعة للأمم المتحدة في صنعاء. وقال “إن استمرار هذا النمط من الاعتقالات التعسفية أمر غير مقبول.”

 

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المحتجزين يوم الأحد وكذلك عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية الذين احتجزوا تعسفيا منذ يونيو 2024، وأولئك الذين مازالوا محتجزين منذ عامي 2021 و2023.

 

وشدد على أنه ينبغي ألا يستهدف موظفو الأمم المتحدة وشركاؤها أو يتعرضوا للاعتقال أو الاحتجاز مطلقا أثناء أدائهم لمسؤولياتهم تجاه الأمم المتحدة “كما يجب ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها، وكذلك حرمة مقار الأمم المتحدة، في جميع الأوقات.”

متعلقات
فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يعقد لقاءً مع مدير مكتب التخطيط والتعاون الدولي في السلطة المحلية بالضالع
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة في شمال البحر الأحمر
تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الثلاثاء بالعاصمة عدن
بلادنا تشارك في اجتماعات الدورة الـ ١١٦ للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالقاهرة
"أسوأ مدينة في العالم".. تصريحات صادمة لترامب يصف فيها شيكاغو ويتوعد بالتدخل العسكري!