أشار د. وهيب مهدي عزيبان، عميد كلية الإعلام بجامعة عدن، إلى العبارة المؤثرة التي أطلقها الشيخ حداد باطبي في خطبة الجمعة الماضية، قائلاً: «العملة قد تهبط ثم ترتفع من جديد، أما التعليم إذا انهار، فقد ضاع جيل كامل، وربما أكثر».
واعتبر عزيبان أن هذه الكلمات تعكس بصدق الواقع المرير الذي يعيشه المواطن اليمني، حيث لم تعد الأزمة اقتصادية محصورة في هبوط العملة وارتفاع الأسعار فحسب، بل تحولت إلى أزمة قيم وهياكل أساسية تهدد نسيج المجتمع ومستقبله.
وأكد د. عزيبان أن تدهور التعليم صار ملموساً وواضحاً، إذ تتهاوى المدارس الحكومية الواحدة تلو الأخرى تحت وطأة الإهمال المستمر، في حين يهاجر المعلمون إلى القطاع الخاص هرباً من الفقر، ما يحول التعليم من حق دستوري لكل الأطفال إلى امتياز محدود يناله فقط أبناء القادرين مالياً، مما يزيد من الهوة الاجتماعية ويهدد تكافؤ الفرص.
وأضاف أن الأزمة لم تقف عند التعليم، بل امتدت إلى القطاع الصحي الذي يرزح تحت أعباء غياب الرواتب لأشهر، مما دفع الأطباء والممرضين إلى معاناة كبيرة تُعيق قدرتهم على تقديم الرعاية الصحية، فكيف لمن يعاني من فقدان أبسط مقومات العيش أن يحمي حياة الآخرين؟
وأردف أن الخطاب الرسمي ظل بعيداً عن الواقع، حيث تركز تصريحات الحكومة على الإصلاحات الاقتصادية التي لم يشعر بها المواطن العادي الذي يكافح من أجل الحصول على الخبز والكهرباء، بينما تقتصر وعود البنك المركزي على البيانات الإعلامية دون تطبيق فعلي على الأرض.
وختم د. عزيبان بأن المعلم والطبيب، وهما ركيزتا بناء المجتمع، يعيشان اليوم على حافة الانهيار، محذراً من أن استمرار تجاهل معاناتهم سيؤدي إلى خسائر اجتماعية واقتصادية لا تعوض.
مؤكداً أن مطالبهم ليست إحساناً بل حقاً مشروعاً في رواتب تضمن لهم حياة كريمة تحفظ لهم كرامتهم وتستمر بها رسالتهم الوطنية.
