افاد مركز أبحاث بريطاني أن الحوثيين في اليمن ما زالوا يعتمدون على الدعم الخارجي، وأن الجزء الأكبر من المعدات التي تم الحصول عليها في الشحنات العسكرية المهربة إلى اليمن يُظهر الارتباط القوي لهذه الجماعة مع شبكات التوريد المرتبطة بإيران.
وذكر مركز أبحاث الأسلحة الحربية (CAR) ومقره بريطانيا، في تقريره الصادر عن شهر سبتمبر (أيلول)، أن قوات الحوثيين ما زالت تعتمد على الدعم الخارجي لتعزيز دفاعاتها الجوية وتنفيذ الهجمات، بما في ذلك ضد السفن في البحر الأحمر.
وأشار التقرير إلى أن ضبط شحنة بحرية كبيرة بعد يومين فقط من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل على يد قوات المقاومة الوطنية اليمنية كان "أكبر ضبط للأسلحة التقليدية المتقدمة الإيرانية" في تاريخ هذه القوات.
وأضاف المركز أن مراجعة الوثائق أظهرت عددًا غير مسبوق من الصواريخ المتقدمة وأنظمة مضادة للسفن تم اكتشافها، وأن الجزء الأكبر منها مرتبط مباشرة بشبكات التوريد التابعة لإيران.
وأكد تقرير "CAR" أيضًا أن الوثائق المصاحبة لهذه الشحنة، التي تضمنت كميات غير مسبوقة من أنواع الصواريخ، كانت مسجلة على أنها "منتجات وآلات زراعية وأسمدة كيميائية" ولم يُذكر فيها أي شيء عن الأسلحة.
وتنفي إيران باستمرار إرسال الأسلحة مباشرة إلى اليمن، وتصر على أن الحوثيين قادرون على إنتاج صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة بأنفسهم.
وفي 14 أغسطس (آب)، أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) عن ضبط شحنات تسليحية كانت في طريقها إلى الحوثيين، مشيرة إلى أن عملية الضبط تمت على يد قوات المقاومة الوطنية اليمنية.
تحذيرات المراكز البحثية
وحذرت مؤسسة "منتدى الشرق الأوسط" الأميركية، استنادًا إلى التقرير الجديد لمركز أبحاث الأسلحة الحربية، من أن الهجمات الغربية، ولا سيما الأميركية، على مواقع الحوثيين "حتى لو كانت دقيقة، لن تكون فعالة ما لم تُقطع خطوط تزويد الأسلحة من إيران إلى الحوثيين".
ونقلت المؤسسة عن خالد اليماني، وزير الخارجية السابق للحكومة الشرعية في اليمن، قوله: "أثناء تولي منصب وزير الخارجية، اقترحت تعيين منسق أمني رفيع المستوى لقيادة الجهود اليمنية والدولية لمواجهة عمليات التهريب".
وأضاف: "كان الرد مخيبًا جدًا للآمال: المرشح المقترح كان متواطئًا مع الحوثيين. لهذا السبب ما زال الخط الحيوي للحوثيين قائمًا".
وحذرت مراكز بحثية أخرى أيضًا في هذا الصدد. فقد حذر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) من أن القدرات الفنية للحوثيين في تزايد مستمر.
وأعلن معهد الخدمات المتحدة الملكية (RUSI) أن عمليات الاعتراض الصاروخي التكتيكية وحدها لا يمكن أن تعوّض الفجوة الاستراتيجية المتنامية.
كما أبرز مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) مقاومة شبكات التهريب الإيرانية التي تمكّن الحوثيين من تجديد ترسانتهم وتحديثها باستمرار.